الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا .

[3] وأنه تعالى جد ربنا أي جلال ربنا وعظمته، والجد: البخت والحظ، والمعنى: تعاظم جلاله وقدرته عن المحدثات.

ما اتخذ صاحبة ولا ولدا اختلف القراء في (أنه تعالى) وما بعدها إلى قوله (وأنا منا المسلمون) ، وتلك اثنتا عشرة همزة، فقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: بفتح الهمزة فيهن، وافقهم أبو جعفر في ثلاثة: (وأنه تعالى) ، (وأنه كان يقول) ، (وأنه كان رجال) ، وقرأ الباقون: بكسرها في الجميع، فمن كسر، استأنف فوقف على أواخر الآيات، ومن فتح، عطف على أنه عطف على (أنه استمع) ، واتفقوا على فتح (أنه استمع) ، (وأن المساجد) ؛ لأنه لا يصح أن يكون من قولهم، بل هو مما أوحى الله إليه - صلى الله عليه وسلم، بخلاف الباقي؛ فإنه يصح أن يكون [ ص: 182 ] من قولهم، ومما أوحى، والله أعلم. وأبو عمرو يدغم الذال في الصاد من قوله: (ما اتخذ صاحبة) .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية