الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3700 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أخبرنا هشام ) هو ابن يوسف الصنعاني . قوله : ( عن عمر كان فرض للمهاجرين ) هذا صورته منقطع ؛ لأن نافعا لم يلحق عمر ، لكن سياق الحديث يشعر بأن نافعا حمله عن ابن عمر . ووقع في رواية غير أبي ذر هنا " عن نافع يعني عن ابن عمر " ، ولعلها من إصلاح بعض الرواة ، واغتر بها شيخنا ابن الملقن فأنكر على ابن التين قوله : إن الحديث مرسل وقال : لعل نسخته التي وقعت له ليس فيها ابن عمر ، وقد روى الدراوردي عن عبيد الله بن عمر فقال : " عن نافع عن ابن عمر قال : فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي ، فذكر قصة أخرى شبيهة بهذه أخرجها أبو نعيم في " المستخرج " هنا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( المهاجرين الأولين ) هم الذين صلوا للقبلتين أو شهدوا بدرا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أربعة آلاف في أربعة ) كذا للأكثر ، وسقطت لفظة " في " من رواية النسفي وهو الوجه أي لكل [ ص: 299 ] واحد أربعة آلاف ، ولعلها بمعنى اللام والمراد إثبات عدد المهاجرين المذكورين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إنما هاجر به أبواه ، يقول : ليس هو كمن هاجر بنفسه ) وفي رواية الدراوردي المذكورة " قال عمر لابن عمر : إنما هاجر بك أبواك " والمراد أنه كان حينئذ في كنف أبيه ، فليس هو كمن هاجر بنفسه ، وكان لابن عمر حين الهجرة إحدى عشرة سنة ، ووهم من قال اثنتا عشرة وكذا ثلاث عشرة ، لما ثبت في الصحيحين أنه عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة ، وكانت أحد في شوال سنة ثلاث .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية