الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد وربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد أن الفرافصة بن عمير الحنفي قال ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في الصبح من كثرة ما كان يرددها لنا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          185 183 - ( مالك عن يحيى بن سعيد وربيعة بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد ) بن أبي بكر الصديق ، أحد الفقهاء ( أن الفرافصة ) بضم الفاء ثم راء فألف ، ففاء ثانية فصاد مهملة ( ابن عمير ) بضم العين ( الحنفي ) نسبة إلى بني حنيفة ، قبيلة من العرب ، المدني وثقه العجلي وابن حبان ، روى عن عمر وعثمان والزبير ، وعنه يحيى وربيعة والقاسم وعبد الله بن أبي بكر ، وقد وافق اسمه اسم والد زوجة عثمان التي كانت عنده حين قتل ، واسمها نائلة بنون فألف ، فياء مهموزة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة الكلبية كما ذكره عمر بن شبة فهو غير هذا الراوي ، لأن اسم أبيه عمير ، ونسبته الحنفي فافترقا كما بينه في تعجيل المنفعة ( قال : ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في الصبح من كثرة ما كان يرددها ) أي : يكررها ، يحتمل أن ذلك لحديث ايذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ، وسورة يوسف فيها البلوى ، قاله أبو عبد الملك ، قال أبو عمر : لا أشك أن أبا بكر [ ص: 316 ] وعمر وعثمان كانوا يعرفون من حرص من خلفهم ما يحملهم على التطويل أحيانا ، وفي ذلك استحباب طول القراءة في الصبح ، وقد استحبه مالك وجماعة وذلك في الشتاء أكثر منه في الصيف ، وأما اليوم فواجب التخفيف لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " من أم الناس فليخفف ، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وذا الحاجة ، ومن صلى لنفسه فليطول ما شاء " وقال لمعاذ : " أفتان أنت يا معاذ ؟ اقرأ باسم ربك والشمس وضحاها " ونحو ذلك .

                                                                                                          وقال عمر لبعض من طول من الأئمة : لا تبغضوا الله إلى عباده .

                                                                                                          وإذا أمر بالتخفيف في الزمن الأول فما ظنك باليوم ؟




                                                                                                          الخدمات العلمية