السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في إسلام ويب، كل الشكر والتقدير لكم على هذه الجهود العظيمة، ونسال الله أن يجعلها لكم لا عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر ستة وعشرين عاما، أكملت دراستي للهندسة -ولله الحمد- قمت أثناء الدراسة بالتقدم لطلب الحصول على تأشيرة لأمريكا لزيارة أخي ففعلت، وأمضيت إجازتي الصيفية هنالك، وعدت وأكملت الدراسة، وعلى مشارف تخرجي من الجامعة نصحني الأهل والأقارب والمعارف بأن أنتهز فرصة أن التأشيرة ما زالت فعالة بأن أذهب إلى هناك، وأبحث عن مستقبل أفضل، حيث إنه لا يخفى عليكم كم هي ظروف بلادنا العربية، وللأسف إن لم تكن بالحضيض فهي صعبة جداً.
فكرت كثيرا، وتوكلت على الله وسافرت، وبصراحة منذ زيارتي لها أحببت نظام الحياة فيها، حيث إنه أينما وجد النظام حسنت المعيشة، والآن وبعد ما يقارب السنة والنصف هناك أبعث لكم طالبا النصيحة، أنا زائر، وقد تجاوزت المدة المسموحة لي، فأنا الآن غير نظامي في البلد، كنت أرجو وأعتقد أنه يمكن أن أصلح أمور إقامتي بدراسة، أو عقد عمل مع شركة معينة بحكم شهادتي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنً.
(أنا غير نظامي) يعني أني لا أستطيع عمل شيء تقريبا من أي مناحي الحياة كما تعلمون، أعمل بشكل غير قانوني مع أحد أصدقائي كبائع للسيارات لأنتفع بما أحصل من مال لمعيشتي هنا، وأجري طبعا قليل بحكم وضعي، ولكن -الحمد لله- الحل الوحيد أمامي لإصلاح وضعي هو الزواج من حاملة للجنسية، حيث إنه -والعلم عند الله- أنه إن تم ذلك ستتغير حياتي بالكامل، وستتفتح أمامي أبواب وفرص كبيرة، وخاصة أني أحمل شهادة جيدة -الفضل لله-.
أنا أخاف الله وأخشى الحرام، ولا أمدح نفسي، ولكني لا أريد أن أتزوج، وأصلح دنياي وأخسر آخرتي، حيث إن الزواج من أجنبية بشكل عام لا يتم إلا بالتعرف والمواعدة -والعياذ بالله- الوقوع في الحرام، وللأسف الكثير من الشباب يفعل ذلك، ولا يخلو الأمر من أنه يصادف أنه يتم أحيانا الزواج من أجنبية يمكن القول بأنها صالحة، ويكسب الشخص أحيانا أجر إسلامها، كما رأيت بعض الحالات مع بعض الشباب، وكنت آمل أن يتم ذلك معي، ولكن لم يتم للآن لعدم وجود إنسانة بهذه الصفة، والخيار الآخر الزواج من عربية مسلمة أمريكية، وأعتقد الآن أنه تكونت لكم فكرة بشكل عام عن وضعي.
السؤال الآن: هل أصبر هنا إلى أن أجد شريكة حياة جيدة سواء عربية أو أجنبية، وأكسب الاثنين الزواج والإقامة، وفرص الحياة والعمل الواسعة هنا كما تعلمون؟ أم أفكر جديا بالعودة لبلادي والتوكل على الله؟ علما أني إن عدت فلن تتكرر هذه الفرصة أبداً -والله أعلم- تعبت جداً، وأصابني الملل حيث أن حياتي أشبه بسجن كبير.
أفيدوني -جزاكم الله كل الخير- آسف على الإطالة.