وقوله : ( والعرش والكرسي حق ) .
ش : كما بين تعالى في كتابه ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=15ذو العرش المجيد [ البروج : 15 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش [ غافر : 15 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى [ طه : 5 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ثم استوى على العرش [ الأعراف : 54 ] في غير ما آية من القرآن :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116لا إله إلا هو رب العرش الكريم [ المؤمنون : 116 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=26الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ النمل : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به [ غافر : 7 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم [ الزمر : 75 ] .
وفي
nindex.php?page=treesubj&link=24435دعاء الكرب المروي في الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964331لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم .
[ ص: 365 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في حديث الأوعال عن
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964332هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة ، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة ، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، والله فوق ذلك ، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء . ورواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه . وروى
أبو داود وغيره ، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من حديث الأطيط ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=964333إن عرشه على سماواته كهاكذا ، وقال بأصابعه ، مثل القبة " الحديث .
[ ص: 366 ] وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964334إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن . يروى وفوقه بالنصب على الظرفية ، وبالرفع على الابتداء ، أي : وسقفه .
وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة ، وربما سموه : الفلك الأطلس ، والفلك التاسع ! وهذا ليس بصحيح ، لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة ، كما قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964335فإن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور .
nindex.php?page=treesubj&link=28726_31748والعرش في اللغة : عبارة عن السرير الذي للملك ، كما قال تعالى عن
بلقيس :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23ولها عرش عظيم [ النمل : 23 ] . وليس هو فلكا ، ولا تفهم منه العرب ذلك ، والقرآن إنما نزل بلغة العرب ، فهو : سرير ذو قوائم تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم ، وهو سقف
[ ص: 367 ] المخلوقات . فمن شعر
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت : مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا بالبناء العالي الذي بهر النا
س وسوى فوق السماء سريرا شرجعا لا يناله بصر الع ي ن ترى حوله الملائك صورا
الصور هنا : جمع : أصور ، وهو : المائل العنق لنظره إلى العلو . والشرجع : هو العالي المنيف . والسرير : هو العرش في اللغة .
ومن شعر
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، الذي عرض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته :
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد ملائكة الإله مسومينا
[ ص: 368 ] ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره من الأئمة .
وروى
أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964336أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش ، إن ما بين أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام . ورواه ابن
أبي حاتم ولفظه : "
مخفق الطير سبعمائة عام " .
وأما من حرف كلام الله ، وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] . أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ؟ ! وكان ملكه على الماء ! ويكون
موسى عليه السلام آخذا من قوائم الملك ؟ ! هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول ؟ !
وأما الكرسي فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وسع كرسيه السماوات والأرض [ البقرة : 255 ] .
وقد قيل : هو العرش ، والصحيح أنه غيره ، نقل ذلك عن
ابن [ ص: 369 ] عباس رضي الله عنهما وغيره . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في كتاب " صفة العرش " ،
والحاكم في " مستدركه " ، وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وسع كرسيه السماوات والأرض [ البقرة : 255 ] أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى . وقد روي مرفوعا ، والصواب أنه موقوف على
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
[ ص: 370 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : السماوات والأرض في جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : قال
أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض .
[ ص: 371 ] وقيل : كرسيه : علمه ، وينسب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والمحفوظ عنه ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، كما تقدم . ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن . والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم ، كما قيل في العرش . وإنما هو - كما قال غير واحد من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه .
وَقَوْلُهُ : ( وَالْعَرْشُ وَالْكُرْسِيُّ حَقٌّ ) .
ش : كَمَا بَيَّنَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=15ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [ الْبُرُوجِ : 15 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ [ غَافِرٍ : 15 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ طه : 5 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [ الْأَعْرَافِ : 54 ] فِي غَيْرِ مَا آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [ الْمُؤْمِنُونَ : 116 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=26اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [ النَّمْلِ : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ [ غَافِرٍ : 7 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [ الْحَاقَّةِ : 17 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [ الزُّمَرِ : 75 ] .
وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=24435دُعَاءِ الْكَرْبِ الْمَرْوِيِّ فِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964331لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ .
[ ص: 365 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي حَدِيثِ الْأَوْعَالِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964332هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ ، لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ . وَرَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ . وَرَوَى
أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ ، بِسَنَدِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ حَدِيثِ الْأَطِيطِ ، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=964333إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِهِ كَهَاكَذَا ، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ ، مِثْلَ الْقُبَّةِ " الْحَدِيثَ .
[ ص: 366 ] وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964334إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ ، وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ . يُرْوَى وَفَوْقَهُ بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ ، وَبِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، أَيْ : وَسَقْفُهُ .
وَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ إِلَى أَنَّ الْعَرْشَ فَلَكٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ مُحِيطٌ بِالْعَالَمِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ، وَرُبَّمَا سَمَّوْهُ : الْفَلَكَ الْأَطْلَسَ ، وَالْفَلَكَ التَّاسِعَ ! وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الشَّرْعِ أَنَّ لَهُ قَوَائِمَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964335فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28726_31748وَالْعَرْشُ فِي اللُّغَةِ : عِبَارَةٌ عَنِ السَّرِيرِ الَّذِي لِلْمَلِكِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ
بِلْقِيسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=23وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [ النَّمْلِ : 23 ] . وَلَيْسَ هُوَ فَلَكًا ، وَلَا تَفْهَمُ مِنْهُ الْعَرَبُ ذَلِكَ ، وَالْقُرْآنُ إِنَّمَا نَزَلَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ ، فَهُوَ : سَرِيرٌ ذُو قَوَائِمَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ، وَهُوَ كَالْقُبَّةِ عَلَى الْعَالَمِ ، وَهُوَ سَقْفُ
[ ص: 367 ] الْمَخْلُوقَاتِ . فَمِنْ شِعْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ : مَجِّدُوا اللَّهَ فَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرَا بِالْبِنَاءِ الْعَالِي الَّذِي بَهَرَ النَّا
سَ وَسَوَّى فَوْقِ السَّمَاءِ سَرِيرَا شَرْجَعًا لَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَ يْ نِ تُرَى حَوْلَهُ الْمَلَائِكُ صُورَا
الصُّورُ هُنَا : جَمْعُ : أَصْوَرٍ ، وَهُوَ : الْمَائِلُ الْعُنُقِ لِنَظَرِهِ إِلَى الْعُلُوِّ . وَالشَّرْجَعُ : هُوَ الْعَالِي الْمُنِيفُ . وَالسَّرِيرُ : هُوَ الْعَرْشُ فِي اللُّغَةِ .
وَمِنْ شِعْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، الَّذِي عَرَّضَ بِهِ عَنِ الْقِرَاءَةِ لِامْرَأَتِهِ حِينَ اتَّهَمَتْهُ بِجَارِيَتِهِ :
شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا
وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَا
وَتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ شِدَادٌ مَلَائِكَةُ الْإِلَهِ مُسَوَّمِينَا
[ ص: 368 ] ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ .
وَرَوَى
أَبُو دَاوُدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964336أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ . وَرَوَاهُ ابْنُ
أَبِي حَاتِمٍ وَلَفْظُهُ : "
مَخْفِقُ الطَّيْرِ سَبْعُمِائَةِ عَامٍ " .
وَأَمَّا مَنْ حَرَّفَ كَلَامَ اللَّهِ ، وَجَعَلَ الْعَرْشَ عِبَارَةً عَنِ الْمُلْكِ ، كَيْفَ يَصْنَعُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [ الْحَاقَّةِ : 17 ] . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [ هُودٍ : 7 ] . أَيَقُولُ : وَيَحْمِلُ مُلْكَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ؟ ! وَكَانَ مُلْكُهُ عَلَى الْمَاءِ ! وَيَكُونُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آخِذًا مِنْ قَوَائِمِ الْمُلْكِ ؟ ! هَلْ يَقُولُ هَذَا عَاقِلٌ يَدْرِي مَا يَقُولُ ؟ !
وَأَمَّا الْكُرْسِيُّ فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [ الْبَقَرَةِ : 255 ] .
وَقَدْ قِيلَ : هُوَ الْعَرْشُ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ غَيْرُهُ ، نُقِلَ ذَلِكَ عَنِ
ابْنِ [ ص: 369 ] عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرِهِ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي كِتَابِ " صِفَةُ الْعَرْشِ " ،
وَالْحَاكِمُ فِي " مُسْتَدْرَكِهِ " ، وَقَالَ : إِنَّهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [ الْبَقَرَةِ : 255 ] أَنَّهُ قَالَ : الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ ، وَالْعَرْشُ لَا يَقْدِرُ قَدْرَهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى . وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا ، وَالصَّوَابُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
[ ص: 370 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ وَالْكُرْسِيُّ بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : قَالَ
أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
مَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ .
[ ص: 371 ] وَقِيلَ : كُرْسِيُّهُ : عِلْمُهُ ، وَيُنْسَبُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْمَحْفُوظُ عَنْهُ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، كَمَا تَقَدَّمَ . وَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَهُ دَلِيلٌ إِلَّا مُجَرَّدُ الظَّنِّ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ جِرَابِ الْكَلَامِ الْمَذْمُومِ ، كَمَا قِيلَ فِي الْعَرْشِ . وَإِنَّمَا هُوَ - كَمَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ : بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ كَالْمَرْقَاةِ إِلَيْهِ .