وقوله : ( وكافة الورى ) في جر ( كافة ) نظر ، فإنهم قالوا : لم تستعمل كافة في كلام العرب إلا حالا ، واختلفوا في إعرابها في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة للناس ( سبإ : 28 ) ، على ثلاثة أقوال :
[ ص: 171 ] أحدها : أنها حال من الكاف في أرسلناك وهي اسم فاعل والتاء فيها للمبالغة ، أي : إلا كافا للناس عن الباطل ، وقيل : هي مصدر كف ، فهي بمعنى كفا أي : إلا [ أن ] تكف الناس كفا ، ووقوع المصدر حالا كثير . الثاني : أنها حال من الناس . واعترض بأن حال المجرور لا يتقدم عليه عند الجمهور ، وأجيب بأنه قد جاء عن العرب كثيرا فوجب قبوله ، وهو اختيار
ابن مالك رحمه الله ، أي : وما أرسلناك إلا للناس كافة .
[ ص: 172 ] الثالث : أنها صفة لمصدر محذوف ، أي : إرسالة كافة . واعترض بما تقدم أنها لم تستعمل إلا حالا .
وقوله : بالحق والهدى وبالنور والضياء . هذه أوصاف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين والشرع المؤيد بالبراهين الباهرة من القرآن وسائر الأدلة . والضياء : أكمل من النور ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ( يونس : 5 ) .
وَقَوْلُهُ : ( وَكَافَّةِ الْوَرَى ) فِي جَرِّ ( كَافَّةِ ) نَظَرٌ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا : لَمْ تُسْتَعْمَلْ كَافَّةٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلَّا حَالًا ، وَاخْتَلَفُوا فِي إِعْرَابِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ( سَبَإٍ : 28 ) ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ :
[ ص: 171 ] أَحَدُهَا : أَنَّهَا حَالٌ مِنَ الْكَافِ فِي أَرْسَلْنَاكَ وَهِيَ اسْمُ فَاعِلٍ وَالتَّاءُ فِيهَا لِلْمُبَالَغَةِ ، أَيْ : إِلَّا كَافًّا لِلنَّاسِ عَنِ الْبَاطِلِ ، وَقِيلَ : هِيَ مَصْدَرُ كَفَّ ، فَهِيَ بِمَعْنَى كَفًّا أَيْ : إِلَّا [ أَنْ ] تَكُفَّ النَّاسَ كَفًّا ، وَوُقُوعُ الْمَصْدَرِ حَالًا كَثِيرٌ . الثَّانِي : أَنَّهَا حَالٌ مِنَ النَّاسِ . وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ حَالَ الْمَجْرُورِ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ كَثِيرًا فَوَجَبَ قَبُولُهُ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
ابْنِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَيْ : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا لِلنَّاسِ كَافَّةً .
[ ص: 172 ] الثَّالِثُ : أَنَّهَا صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : إِرْسَالَةً كَافَّةً . وَاعْتُرِضَ بِمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا لَمْ تُسْتَعْمَلْ إِلَّا حَالًا .
وَقَوْلُهُ : بِالْحَقِّ وَالْهُدَى وَبِالنُّورِ وَالضِّيَاءِ . هَذِهِ أَوْصَافُ مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّينِ وَالشَّرْعِ الْمُؤَيَّدِ بِالْبَرَاهِينِ الْبَاهِرَةِ مِنَ الْقُرْآنِ وَسَائِرِ الْأَدِلَّةِ . وَالضِّيَاءُ : أَكْمَلُ مِنَ النُّورِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ( يُونُسَ : 5 ) .