( 1577 ) فصل : والسنة أن ، كما صنع بقبر النبي . صلى الله عليه وسلم قال يلحد قبر الميت الحدوا لي لحدا ، وانصبوا علي اللبن نصبا ، كما صنع برسول الله . صلى الله عليه وسلم رواه سعد بن أبي وقاص ومعنى اللحد ، أنه إذا بلغ أرض القبر حفر فيه مما يلي القبلة مكانا يوضع الميت فيه ، فإن كانت الأرض رخوة جعل له من الحجارة شبه اللحد . قال مسلم ولا أحب الشق . أحمد
لما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ابن عباس } رواه اللحد لنا ، والشق لغيرنا أبو داود ، والنسائي والترمذي وقال : هذا حديث غريب فإن لم يمكن اللحد شق له في الأرض ، ومعنى الشق أن يحفر في أرض القبر شقا يضع الميت فيه ، ويسقفه عليه بشيء ، ويضع الميت في اللحد على جنبه الأيمن ، مستقبل القبلة بوجهه ، ويضع تحت رأسه لبنة ، أو حجرا ، أو شيئا مرتفعا ، كما يصنع الحي .
وقد روي عن رضي الله عنه قال : إذا جعلتموني في اللحد فأفضوا بخدي إلى الأرض . ويدنى من الحائط لئلا ينكب على وجهه [ ص: 188 ] ويسند من ورائه بتراب ، لئلا ينقلب . قال عمر - رحمه الله - : ما أحب أن يجعل في القبر مضربة ولا مخدة . وقد جعل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء ، فإن جعلوا قطيفة فلعلة ، فإذا فرغوا نصبوا عليه اللبن نصبا . ويسد خلله بالطين لئلا يصل إليه التراب ، وإن جعل مكان اللبن قصبا ، فحسن . أحمد
لأن الشعبي قال : جعل على لحد النبي صلى الله عليه وسلم طن قصب ، فإني رأيت المهاجرين يستحبون ذلك .
قال : كان الخلال يميل إلى اللبن ، ويختاره على القصب ، ثم ترك ذلك . ومال إلى استحباب القصب على اللبن ، وأما الخشب فكرهه على كل حال . أبو عبد الله
ورخص فيه عند الضرورة إذا لم يوجد غيره ، وأكثر الروايات عن استحباب اللبن ، وتقديمه على القصب ; لقول أبي عبد الله : انصبوا علي اللبن نصبا ، كما صنع برسول الله . صلى الله عليه وسلم وقول سعد أولى من قول سعد الشعبي فإن الشعبي لم ير ، ولم يحضر ، وأيهما فعله كان حسنا . قال : قلت حنبل : فإن لم يكن لبن ؟ قال ينصب عليه القصب والحشيش ، وما أمكن من ذلك ، ثم يهال عليه التراب . لأبي عبد الله