الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وكان ) التسوك ( واجبا على النبي ) صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة ، اختاره القاضي وابن عقيل وقيل : لا اختاره ابن حامد ويدل للأول : حديث أبي داود عن عبد الله بن أبي حنظلة بن أبي عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { أمر بالوضوء عند كل صلاة طاهرا أو غير طاهر ، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة } .

                                                                                                                      ( ويتأكد ) التسوك ( عند ) كل ( صلاة ) لحديث أبي هريرة مرفوعا { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة } رواه الجماعة يعني أمر إيجاب لحديث أحمد { لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك } .

                                                                                                                      قال الشافعي لو كان واجبا لأمرهم به شق أو لم يشق ( و ) يتأكد عند ( انتباه من نوم ) ليل [ ص: 73 ] أو نهار لقول عائشة { كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل أو نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ } رواه أحمد .

                                                                                                                      وعن حذيفة { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك } متفق عليه .

                                                                                                                      يعني يغسله ، يقال : شاصه وماصه ، إذا غسله ( و ) عند ( تغير رائحة فم بأكل أو غيره ) ; لأن السواك مشروع لتطييب الفم ، وإزالة رائحته فتأكد عند تغيره ( وعند وضوء ) لحديث أبي هريرة { لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء } رواه أحمد وكذا البخاري تعليقا .

                                                                                                                      ( و ) عند ( قراءة ) قرآن تطييبا للفم ، لئلا يتأذى الملك حين يضع فاه على فيه لتلقف القراءة .

                                                                                                                      ( و ) عند ( دخول مسجد ومنزل ) لقول عائشة { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته يبدأ بالسواك } رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي والمسجد كالمنزل أو أولى ( و ) عند ( إطالة السكوت وخلو المعدة من الطعام ) لأنه مظنة تغير الفم ( و ) عند ( اصفرار الأسنان ) لإزالته .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية