قال ( ، ويصلي بذلك ما شاء من الفرائض [ ص: 84 ] والنوافل ما دام في الوقت ) ، وأصل المسألة في المستحاضة فإن دم المستحاضة حدث عندنا ، وعند ، ويتوضأ صاحب الجرح السائل لوقت كل صلاة رحمه الله تعالى خلافا الشافعي رحمه الله تعالى فإنه يقول : ما ليس بمعتاد من الخارج لا يكون حدثا . لمالك
والدليل على أنه حدث قوله صلى الله عليه وسلم { المستحاضة تتوضأ لوقت كل صلاة } ، ثم عندنا يلزمها الوضوء في كل وقت صلاة ، وقال رحمه الله تعالى تتوضأ لكل صلاة مكتوبة ، ولها أن تصلي ما شاءت من النوافل بذلك ، ولا تجمع بين الفرضين بوضوء واحد { الشافعي حين استحيضت توضئي لكل صلاة لفاطمة بنت قيس } ، ومطلقه يتناول المكتوبة ، ولأن طهارتها طهارة ضرورية لاقتران الحدث بها ، ويتجدد باعتبار كل مكتوبة ضرورة فيلزمها وضوء جديد فأما النوافل تبع للفرائض فثبوت حكم الطهارة في الأصل يوجب ثبوته في التبع . لقوله صلى الله عليه وسلم
( ولنا ) حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { } . المستحاضة تتوضأ لوقت كل صلاة
ما روي { } فالمراد منه الوقت فالصلاة تذكر بمعنى الوقت قال صلى الله عليه وسلم { لكل صلاة } أي لوقت الصلاة ، والرجل يقول لغيره : آتيك صلاة الظهر أي وقته ، والمعنى فيه أن الأوقات مشروعة للتمكن من الأداء فيها فإن الناس في الأداء مختلفون فمن بين مطول ، وموجز فشرع للأداء وقت يفصل عنه تيسيرا ، وإذا قام الوقت مقام الصلاة لهذا فتجدد الضرورة يكون بتجدد الوقت ، وما بقي الوقت يجعل الضرورة كالقائمة حكما تيسيرا عليها في إقامة الوقت مقام الفعل ، وبعد ما فرغت من الأداء إن بقيت طهارتها فلها أن تصلي فرضا آخر ، وإن لم تبق طهارتها ليس لها أن تصلي النوافل ; لأن الطهارة من شرطها . ثم انتقاض طهارتها بخروج الوقت عند إن للصلاة أولا ، وآخرا ، أبي حنيفة - رحمهما الله تعالى - وبدخول الوقت عند ومحمد رحمه الله تعالى ، وبهما عند زفر رحمه الله تعالى ، ويتبين هذا الخلاف فيما إذا توضأت في وقت الفجر فطلعت الشمس تنتقض طهارتها إلا على قول أبي يوسف رحمه الله ، ولو توضأت في ، وقت الضحوة فزالت الشمس لا تنتقض طهارتها إلا على قول زفر أبي يوسف - رحمهما الله تعالى - ، وهما يقولان طهارتها قبل وقوع الحاجة غير معتبر فبدخول الوقت تتجدد الحاجة لوجوب الأداء عليها فيلزمها به الطهارة . وزفر
( ولنا ) أن انتقاض طهارتها بوقوع الاستغناء عنها ، وذلك بخروج الوقت ، ثم صاحب الجرح السائل عندنا في معنى المستحاضة ; لأن الخارج من غير السبيل حدث عندنا فيتوضأ لوقت كل صلاة ، ولو قلنا بما قاله رحمه الله لأدى إلى الحرج ; لأنه إذا كان بيته بعيدا عن الجامع فلو انتظر للوضوء [ ص: 85 ] زوال الشمس فاتته الصلاة فلا يجد بدا من أن يتوضأ قبل الزوال . زفر