قال ( أحب إلي من كثرة السجود ) لما روي { وطول القيام فقال طول القنوت وسئل عن أفضل الأعمال فقال أحمزها أفضل الصلاة } أي أشقها على البدن وطول القيام أشق ولأن فيه جمعا بين فرضين القيام والقراءة وكل واحد منهما فرض ، وعن أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رحمه الله تعالى قال : إن كان له ورد من القرآن يقرؤه فكثرة السجود أحب إلي وأفضل ; لأنه يقرأ فيه ورده لا محالة وإن لم يكن فطول القيام أحب . أبي يوسف
قال : ( أي ذلك شئت ) لما روي { والتطوع بالليل ركعتان ركعتان أو أربع أربع أو ست ست أو ثمان ثمان } . الذي قال خمس ركعات ركعتان صلاة الليل وثلاث وتر الليل ، والذي قال تسع ست صلاة الليل وثلاث وتر ، والذي قال ثلاث عشرة ركعة ثمان صلاة الليل وثلاث وتر وركعتان سنة الفجر ، وكان يصلي هذا كله في الابتداء ثم فضل البعض عن البعض هكذا ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل خمس ركعات سبع ركعات تسع ركعات إحدى عشرة ركعة ثلاث عشرة ركعة حماد بن سلمة ولم يذكر كراهة الزيادة على ثمان ركعات بتسليمة والأصح أنه لا يكره ; لأن فيه وصلا بالعبادة وذلك أفضل . ثم
قال ( والأربع أحب إلي ) وهذا قول رحمه الله تعالى فأما عندهما أبي حنيفة فالأفضل ركعتان لحديث والشافعي رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن عمر } واستدلالا بالتراويح فإن الصحابة اتفقوا على أن كل ركعتين منها بتسليمة فدل أن ذلك أفضل ( ولنا ) ما روي { صلاة الليل مثنى مثنى ففي كل ركعتين فسلم رضي الله تعالى عنها أنها سئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي رمضان فقالت كان قيامه في رمضان وغيره [ ص: 159 ] سواء كان يصلي بعد العشاء أربع ركعات لا تسل عن حسنهن وطولهن ثم أربعا لا تسل عن حسنهن وطولهن ثم كان يوتر بثلاث عائشة } ولأن في الأربع بتسليمة معنى الوصل والتتابع في العبادة فهو أفضل والتطوع نظير الفرائض والفرض في صلاة الليل العشاء وهي أربع بتسليمة فكذلك النفل ، وأما قوله { عن ففي كل ركعة فسلم } معناه فتشهد والتشهد يسمى سلاما لما فيه من السلام وصلاة التراويح إنما جعلوها ركعتين بتسليمة واحدة ليكون أروح على البدن وما يشترك فيه العامة يبنى على اليسر فأما الأفضل فهو أشق على البدن