[ ص: 548 ] سورة "الجن"
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا
1 - قل ؛ يا محمد لأمتك؛ أوحي إلي أنه ؛ أن الأمر والشأن؛ أجمعوا على فتح "أنه"؛ لأنه نائب فاعل لـ "أوحي"؛ و"أن لو استقاموا"؛ و"أن المساجد"؛ للعطف على "أنه استمع"؛ فـ "أن"؛ مخففة من الثقيلة؛ و"أن قد أبلغوا"؛ لتعدي "يعلم"؛ إليها؛ وعلى كسر ما بعد فاء الجزاء؛ وبعد القول؛ نحو: "فإن له نار جهنم"؛ و"قالوا إنا سمعنا"؛ لأنه مبتدأ محكي بعد القول؛ واختلفوا في فتح الهمزة وكسرها من "أنه تعالى جد ربنا"؛ إلى "وأنا منا المسلمون"؛ ففتحها "شامي وكوفي غير أبي بكر "؛ عطفا على "أنه استمع"؛ أو على محل الجار والمجرور في "آمنا به"؛ تقديره: "وصدقناه؛ وصدقنا أنه تعالى جد ربنا؛ وأنه كان يقول سفيهنا . . . "؛ إلى آخرها؛ وكسرها غيرهم عطفا على "إنا سمعنا"؛ وهم يقفون على أواخر الآيات؛ استمع نفر ؛ جماعة؛ من الثلاثة إلى العشرة؛ من الجن ؛ جن نصيبين؛ فقالوا ؛ لقومهم؛ حين رجعوا إليهم من استماع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الفجر؛ إنا سمعنا قرآنا عجبا ؛ عجيبا؛ بديعا؛ مباينا لسائر الكتب في حسن نظمه؛ [ ص: 549 ] وصحة معانيه؛ و"العجب": ما يكون خارجا عن العادة؛ وهو مصدر وضع موضع "العجيب" .