قوله عز وجل:
إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون
قالت فرقة: الإشارة بقوله تعالى: "في هذا" إلى هذه الآيات المتقدمة، وقالت [ ص: 208 ] فرقة: الإشارة إلى القرآن بجملته، والعبادة تتضمن الإيمان بالله تعالى، وقوله: إلا رحمة للعالمين قالت فرقة: عم العالمين وهو يريد من آمن فقط، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس برحمة على من كفر به ومات على كفره، وقالت فرقة: العالمون عام ورحمته للمؤمنين بينة، وهي للكافرين بأن الله تعالى رفع عن الأمم أن يصيبهم ما كان يصيب القرون قبلهم من أنواع العذاب المستأصلة كالطوفان وغيره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ويحتمل الكلام أن يكون معناه: وما أرسلناك للعالمين إلا رحمة، أي: هو رحمة في نفسه وهدى، أخذ به من أخذ، وأعرض عنه من أعرض.
وقوله تعالى: على سواء وإن معناه: عرفتكم بنذارتي، وأردت أن تشاركوني في معرفة ما عندي من الخوف عليكم من الله.
ثم أعلمهم بأنه لا يعرف تعيين وقت لعقابهم، بل هو مترقب في القرب والبعد، وهذا أهول وأخوف.