قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30857_33059_34092_34322_34370_3865_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته [ ص: 682 ] من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما nindex.php?page=treesubj&link=28723_30578_30614_30857_32494_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما
يريد الله تعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هم الذين كفروا أهل
مكة الذين تقدم ذكرهم، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وصدوكم عن المسجد الحرام هو منعهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من العمرة عام
الحديبية، وذلك
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة في ذي القعدة سنة ست من الهجرة يريد العمرة وتعظيم البيت، وخرج معه بمائة بدنة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش ، وقيل: بسبعين، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم ،
فلما دنا من مكة قال أهل مكة: هذا محمد الذي قد حاربنا وقتل فينا يريد أن يدخل مكة مراغمة لنا، والله لا تركناه حتى نموت دون ذلك، فاجتمعوا لحربه واستنجدوا بقبائل من العرب وهم الأحابيش، وبعثوا فغوروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم المياه التي تقرب من مكة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل على بئر الحديبية، وحينئذ وضع سهمه في الماء فجرى غمرا حتى كفى الجيش، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مكة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعث أهل مكة إليه رجالا منهم عروة بن مسعود، وبديل بن ورقاء، وتوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك أياما حتى سفر nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو ، وبه انعقد الصلح على أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ويعتمر من العام القادم، فهذا كان صدهم إياه، وهو مستوعب في كتب السير، فلذلك اختصرناه.
وقرأ الجمهور: "والهدي" بسكون الدال، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بن أبي الحسن: "والهدي" بكسر الدال وشد الياء، وهما لغتان، وهو معطوف على الضمير في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وصدوكم ، أي: وصدوا الهدي، و"معكوفا" حال، ومعناه: محبوسا، تقول: عكفت الرجل عن حاجته إذا حبسته، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : إن "عكف" لا يعرفه متعديا، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده وغيره تعديه، وهذا العكف الذي وقع للهدي كان من قبل المشركين بصدهم، ومن قبل المسلمين لرؤيتهم وتصرفهم في أمرهم فحبسوا هديهم، و"أن" في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أن يبلغ محله يحتمل أن يعمل فيها الصد، كأنه تعالى قال: وصدوا الهدي كراهة أن، أو عن أن، ويحتمل أن يعمل فيها العكف، فتكون "أن" مفعولا من أجله، أي الهدي المحبوس لأجل أن يبلغ محله، وهذا هو حبس المسلمين، وإلا فحبس المشركين ليس لأجل أن يبلغ الهدي محله. و
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "محله": مكة والبيت.
[ ص: 683 ] وذكر الله تعالى العلة في أن صرف المسلمين ولم يمكنهم من دخول
مكة في تلك الوجهة، وهو أنه كان
بمكة مؤمنون، رجال ونساء، خفي إيمانهم، فلو استباح المسلمون بيضتها أهلكوا أولئك المؤمنين، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : فدفع الله تعالى عن المشركين ببركة أولئك المؤمنين، وقد يدفع بالمؤمنين عن الكفار، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لم تعلموهم صفة للمذكورين، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أن تطئوهم يحتمل أن تكون بدلا من "رجال"، كأنه تعالى قال: ولولا قوم مؤمنون أن تطؤوهم، أي: لولا وطئكم قوما مؤمنين، فهو على هذا في موضع رفع، ويحتمل أن تكون في موضع نصب بدلا من الضمير في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لم تعلموهم ، كأنه تعالى قال: لم تعلموا وطأهم أنه وطء المؤمنين، والوطء هنا: الإهلاك بالسيف وغيره، على وجه التشبيه، ومنه قول الشاعر:
ووطئتنا وطئا على حنق ... وطء المقيد نابت الهرم
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650762 "اللهم، اشدد وطأتك على مضر"، ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن آخر وطأة الرب يوم وج بالطائف"; لأنها كانت آخر وقعة للنبي صلى الله عليه وسلم، ذكر هذا المعنى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
[ ص: 684 ] و "المعرة": السوء والمكروه اللاصق، مأخوذ من العر والعرة وهي الجرب الصعب اللازم. واختلف الناس في تعيين هذه المعرة، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : هي المأثم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : هي الدية، وهذان ضعيفان لأنه لا إثم ولا دية في قتل مؤمن مستور الإيمان من أهل الحرب، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري - حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي -: هي الكفارة، وقال منذر: المعرة: أن يعيبهم الكفار ويقولوا: قتلوا أهل دينهم، وقال بعض المفسرين: هي الملام والقول في ذلك وتألم النفس منه في باقي الزمان، وهذه أقوال حسان ، وجواب "لولا" محذوف تقديره: لمكناكم من دخول
مكة وأيدناكم عليهم، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : "فتنالكم منه معرة".
واللام في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "ليدخل" يحتمل أن يتعلق بمحذوف من القول تقديره: لولا هؤلاء لدخلتم
مكة، لكن شرفنا هؤلاء المؤمنين بأن رحمناهم ودفعنا بسببهم عن
مكة ليدخل الله تعالى، أي: ليبين للناظر أن الله تعالى يدخل في رحمته من يشاء، أو أي: ليقع دخولهم في رحمة الله تعالى ودفعه عنهم، ويحتمل أن تتعلق بالإيمان المتقدم الذكر، فكأنه تعالى قال: ولولا قوم مؤمنون آمنوا ليدخل الله في رحمته، وهذا مذكور لكنه ضعيف; لأن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "من يشاء" يضعف هذا التأويل.
ثم قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لو تزيلوا أي: لو ذهبوا عن
مكة، تقول: زيلت زيدا عن موضعه إزالة، أي أذهبته، وليس هذا الفعل من "زال يزول"، وقد قيل: هو منه، وقرأ
أبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : [تزايلوا] بألف بعد الزاي، أي: ذهب هؤلاء عن هؤلاء وهؤلاء عن هؤلاء. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "منهم" لبيان الجنس إذا كان الضمير في [تزيلوا] للجميع من المؤمنين والكافرين، وقال
النحاس : وقد قيل: إن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25ولولا رجال مؤمنون الآية، يريد
[ ص: 685 ] تعالى من في أصلاب الكافرين من سيؤمن في غابر الدهر، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=15426والنقاش عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا.
والعامل في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إذ جعل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لعذبنا ويحتمل أن يكون المعنى: أذكر إذ جعل، و"الحمية" التي جعلوها هي حمية أهل
مكة في الصد، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : وحمية
سهيل ومن شاهد عقد الصلح في أن منعوا أن يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" ولجوا حتى كتب "باسمك اللهم"، وكذلك منعوا أن يكتب "هذا ما قاضى عليه
محمد رسول الله" ولجوا حتى قال صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652501 "امح واكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ..." الحديث، وجعلها تعالى حمية جاهلية لأنها كانت بغير حجة وفي غير موضعها; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاءهم محاربا لعذروا في حميتهم، وإنما جاء معظما للبيت لا يريد حربا، فكانت حميتهم جاهلية صرفا.
و"السكينة" هي الطمأنينة إلى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والثقة بوعد الله تعالى، والطاعة وزوال الأنفة التي لحقت
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وغيره. و
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26 "كلمة التقوى" قال الجمهور: "هي لا إله إلا الله"، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح : هي "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني : هي لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب :
هي "لا إله إلا الله، والله أكبر"، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما، وهذه كلها أقوال متقاربة حسان ; لأن هذه الكلمة تقي النار، فهي كلمة التقوى، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور ، ومروان: كلمة التقوى المشار إليها هي: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي التي أباها كفار قريش فألزمها الله المؤمنين وجعلهم أحق بها، و"لا إله إلا الله" أحق باسم "كلمة التقوى" من "بسم الله الرحمن الرحيم."، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "وكانوا أهلها وأحق بها"، والمعنى: كانوا أهلها على الإطلاق في علم الله تعالى وسابق قضائه لهم، وقيل: أحق بها من اليهود والنصارى في الدنيا، وقيل: أهلها في الآخرة بالثواب، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وكان الله بكل شيء عليما إشارة إلى علمه بالمؤمنين الذين دفع عن كفار قريش بسببهم،
[ ص: 686 ] وإلى علمه بوجه المصلحة في صلح الحديبية، فيروى أنه لما انعقد، أمن الناس في تلك المدة الحرب والفتنة، وامتزجوا، وعلت دعوة الإسلام، وانقاد إليه كل من كان له فهم من العرب، وزاد عدد الإسلام أضعاف ما كان قبل ذلك، ويقتضي ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في عام الحديبية في أربع عشرة مائة، ثم سار إلى
مكة بعد ذلك بعامين في عشرة آلاف فارس، صلى الله عليه وسلم.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30857_33059_34092_34322_34370_3865_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ [ ص: 682 ] مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_30578_30614_30857_32494_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
يُرِيدُ اللَّهَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا أَهْلُ
مَكَّةَ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ هُوَ مَنْعُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ مِنَ الْعُمْرَةِ عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ، وَذَلِكَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ يُرِيدُ الْعُمْرَةَ وَتَعْظِيمَ الْبَيْتِ، وَخَرَجَ مَعَهُ بِمِائَةِ بَدَنَةٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ ، وَقِيلَ: بِسَبْعِينَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=83الْمُسَوِّرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ،
فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: هَذَا مُحَمَّدُ الَّذِي قَدْ حَارَبَنَا وَقَتَلَ فِينَا يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ مُرَاغَمَةً لَنَا، وَاللَّهِ لَا تَرْكَنَاهُ حَتَّى نَمَوْتَ دُونَ ذَلِكَ، فَاجْتَمَعُوا لِحَرْبِهِ وَاسْتَنْجَدُوا بِقَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ وَهُمُ الْأَحَابِيشُ، وَبَعَثُوا فَغَوَّرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِيَاهَ الَّتِي تُقَرِّبُ مِنْ مَكَّةَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَحِينَئِذٍ وَضَعَ سَهْمَهُ فِي الْمَاءِ فَجَرَى غَمْرًا حَتَّى كَفَى الْجَيْشُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مَكَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَيْهِ رِجَالًا مِنْهُمْ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَبَدِيلُ بْنُ وَرْقَاءَ، وَتَوَقَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَاكَ أَيَّامًا حَتَّى سَفَرَ nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، وَبِهِ انْعَقَدَ الصُّلْحُ عَلَى أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ وَيَعْتَمِرَ مِنَ الْعَامِ الْقَادِمِ، فَهَذَا كَانَ صَدُّهُمْ إِيَّاهُ، وَهُوَ مُسْتَوْعِبٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ، فَلِذَلِكَ اخْتَصَرْنَاهُ.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "وَالْهَدْيَ" بِسُكُونِ الدَّالِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: "وَالْهَدِيُّ" بِكَسْرِ الدَّالِّ وَشَدِّ الْيَاءِ، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَصَدُّوكُمْ ، أَيْ: وَصَدُّوا الْهَدْيَ، وَ"مَعْكُوفًا" حَالٌ، وَمَعْنَاهُ: مَحْبُوسًا، تَقُولُ: عَكَفْتُ الرَّجُلَ عَنْ حَاجَتِهِ إِذَا حَبَسْتُهُ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : إِنَّ "عَكَفَ" لَا يَعْرِفُهُ مُتَعَدِّيًا، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ تَعَدِّيهِ، وَهَذَا الْعَكْفُ الَّذِي وَقَعَ لِلْهَدْيِ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمُشْرِكِينَ بِصَدِّهِمْ، وَمِنْ قِبَلِ الْمُسْلِمِينَ لِرُؤْيَتِهِمْ وَتَصَرُّفِهِمْ فِي أَمْرِهِمْ فَحَبَسُوا هَدْيَهُمْ، وَ"أَنْ" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا الصَّدُّ، كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: وَصَدُّوا الْهَدْيَ كَرَاهَةَ أَنْ، أَوْ عَنْ أَنْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا الْعَكْفُ، فَتَكُونُ "أَنْ" مَفْعُولًا مِنْ أَجْلِهِ، أَيِ الْهَدْيُ الْمَحْبُوسُ لِأَجْلِ أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ، وَهَذَا هُوَ حَبْسُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِلَّا فَحَبْسُ الْمُشْرِكِينَ لَيْسَ لِأَجْلِ أَنْ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ. وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "مَحِلَّهُ": مَكَّةُ وَالْبَيْتُ.
[ ص: 683 ] وَذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِلَّةَ فِي أَنَّ صَرْفَ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يُمَكِّنْهُمْ مِنْ دُخُولِ
مَكَّةَ فِي تِلْكَ الْوُجْهَةِ، وَهُوَ أَنَّهُ كَانَ
بِمَكَّةَ مُؤْمِنُونَ، رِجَالٌ وَنِسَاءٌ، خَفِيَ إِيمَانُهُمْ، فَلَوِ اسْتَبَاحَ الْمُسْلِمُونَ بَيْضَتَهَا أَهْلَكُوا أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : فَدَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْمُشْرِكِينَ بِبَرَكَةِ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ يَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْكُفَّارِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَمْ تَعْلَمُوهُمْ صِفَةٌ لِلْمَذْكُورِينَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أَنْ تَطَئُوهُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنْ "رِجَالٌ"، كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: وَلَوْلَا قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ أَنْ تَطَؤُوهُمْ، أَيْ: لَوْلَا وَطْئُكُمْ قَوْمًا مُؤْمِنِينَ، فَهُوَ عَلَى هَذَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ، كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: لَمْ تَعْلَمُوا وَطْأَهُمْ أَنَّهُ وَطْءُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْوَطْءُ هُنَا: الْإِهْلَاكُ بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ، عَلَى وَجْهِ التَّشْبِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَوَطِئْتَنَا وَطْئًا عَلَى حَنَقِ ... وَطْءَ الْمُقَيَّدِ نَابَتَ الْهَرْمِ
وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650762 "اللَّهُمَّ، اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرٍ"، ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّ آخِرَ وَطْأَةِ الرَّبِّ يَوْمَ وَجٍّ بِالطَّائِفِ"; لِأَنَّهَا كَانَتْ آخِرَ وَقْعَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ هَذَا الْمَعْنَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ .
[ ص: 684 ] وَ "الْمَعَرَّةُ": السُّوءُ وَالْمَكْرُوهُ اللَّاصِقُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَرِّ وَالْعُرَّةِ وَهِيَ الْجَرَبُ الصَّعْبُ اللَّازِمُ. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَعْيِينِ هَذِهِ الْمَعَرَّةِ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : هِيَ الْمَأْثَمُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : هِيَ الدِّيَةُ، وَهَذَانَ ضَعِيفَانِ لِأَنَّهُ لَا إِثْمَ وَلَا دِيَةَ فِي قَتْلِ مُؤْمِنٍ مَسْتُورِ الْإِيمَانِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ - حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ -: هِيَ الْكَفَّارَةُ، وَقَالَ مُنْذِرٌ: الْمَعَرَّةُ: أَنْ يَعِيبَهُمُ الْكُفَّارُ وَيَقُولُوا: قَتَلُوا أَهْلَ دِينِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: هِيَ الْمَلَامُ وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ وَتَأَلُّمِ النَّفْسِ مِنْهُ فِي بَاقِي الزَّمَانِ، وَهَذِهِ أَقْوَالُ حَسَّانَ ، وَجَوَابُ "لَوْلَا" مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: لَمَكَّنَّاكُمْ مِنْ دُخُولِ
مَكَّةَ وَأَيَّدْنَاكُمْ عَلَيْهِمْ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : "فَتَنَالُكُمْ مِنْهُ مَعَرَّةٌ".
وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "لِيُدْخِلَ" يُحْتَمَلُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ مِنَ الْقَوْلِ تَقْدِيرُهُ: لَوْلَا هَؤُلَاءِ لَدَخَلْتُمْ
مَكَّةَ، لَكِنْ شَرَّفَنَا هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ رَحِمْنَاهُمْ وَدَفَعْنَا بِسَبَبِهِمْ عَنْ
مَكَّةَ لِيُدْخِلَ اللَّهُ تَعَالَى، أَيْ: لِيُبَيِّنَ لِلنَّاظِرِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلَ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ، أَوْ أَيْ: لِيَقَعَ دُخُولُهُمْ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَدَفُعُهُ عَنْهُمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَتَعَلَّقَ بِالْإِيمَانِ الْمُتَقَدِّمِ الذِّكْرِ، فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: وَلَوْلَا قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ آمَنُوا لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ، وَهَذَا مَذْكُورٌ لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ; لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "مَنْ يَشَاءُ" يَضْعُفُ هَذَا التَّأْوِيلُ.
ثُمَّ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَوْ تَزَيَّلُوا أَيْ: لَوْ ذَهَبُوا عَنْ
مَكَّةَ، تَقُولُ: زَيَّلْتُ زَيْدًا عَنْ مَوْضِعِهِ إِزَالَةً، أَيْ أَذْهَبْتُهُ، وَلَيْسَ هَذَا الْفِعْلُ مِنْ "زَالَ يَزُولُ"، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ مِنْهُ، وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : [تُزَايِلُوا] بِأَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ، أَيْ: ذَهَبَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25 "مِنْهُمْ" لِبَيَانِ الْجِنْسِ إِذَا كَانَ الضَّمِيرُ فِي [تَزَيَّلُوا] لِلْجَمِيعِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ، وَقَالَ
النَّحَّاسُ : وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ الْآيَةُ، يُرِيدُ
[ ص: 685 ] تَعَالَى مَنْ فِي أَصْلَابِ الْكَافِرِينَ مَنْ سَيُؤْمِنُ فِي غَابِرِ الدَّهْرِ، وَحَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15426وَالنَّقَّاشُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا.
وَالْعَامِلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إِذْ جَعَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَعَذَّبْنَا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: أَذْكُرْ إِذْ جَعَلَ، وَ"الْحَمِيَّةَ" الَّتِي جَعَلُوهَا هِيَ حَمِيَّةُ أَهْلِ
مَكَّةَ فِي الصَّدِّ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : وَحَمِيَّةُ
سُهَيْلٍ وَمَنْ شَاهَدَ عَقْدَ الصُّلْحِ فِي أَنْ مَنَعُوا أَنْ يَكْتُبَ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وَلَجُوا حَتَّى كَتَبَ "بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ"، وَكَذَلِكَ مَنَعُوا أَنْ يَكْتُبَ "هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" وَلَجُوا حَتَّى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652501 "امْحُ وَاكْتُبْ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ..." الْحَدِيثُ، وَجَعَلَهَا تَعَالَى حَمِيَّةً جَاهِلِيَّةً لِأَنَّهَا كَانَتْ بِغَيْرِ حُجَّةٍ وَفِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا; لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ جَاءَهُمْ مُحَارِبًا لَعَذَرُوا فِي حَمِيَّتِهِمْ، وَإِنَّمَا جَاءَ مُعَظِّمًا لِلْبَيْتِ لَا يُرِيدُ حَرْبًا، فَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ جَاهِلِيَّةً صِرْفًا.
وَ"السَّكِينَةُ" هِيَ الطُّمَأْنِينَةُ إِلَى أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالثِّقَةُ بِوَعْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالطَّاعَةُ وَزَوَالُ الْأَنَفَةِ الَّتِي لَحِقَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ وَغَيْرَهُ. وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26 "كَلِمَةَ التَّقْوَى" قَالَ الْجُمْهُورُ: "هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : هِيَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16566وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ : هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ :
هِيَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ"، وَحَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَقْوَالٌ مُتَقَارِبَةٌ حِسَانٌ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ تَقِي النَّارَ، فَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=83الْمُسَوِّرِ ، وَمَرْوَانَ: كَلِمَةُ التَّقْوَى الْمُشَارُ إِلَيْهَا هِيَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وَهِيَ الَّتِي أَبَاهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ فَأَلْزَمَهَا اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَجَعَلَهُمْ أَحَقَّ بِهَا، وُ"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" أَحَقُّ بِاسْمِ "كَلِمَةَ التَّقْوَى" مِنْ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ."، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَكَانُوا أَهْلَهَا وَأَحَقَّ بِهَا"، وَالْمَعْنَى: كَانُوا أَهْلَهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَسَابِقِ قَضَائِهِ لَهُمْ، وَقِيلَ: أَحَقَّ بِهَا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي الدُّنْيَا، وَقِيلَ: أَهْلُهَا فِي الْآخِرَةِ بِالثَّوَابِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا إِشَارَةً إِلَى عِلْمِهِ بِالْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ دَفَعَ عَنْ كَفَّارِ قُرَيْشٍ بِسَبَبِهِمْ،
[ ص: 686 ] وَإِلَى عِلْمِهِ بِوَجْهِ الْمَصْلَحَةِ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، فَيُرْوَى أَنَّهُ لَمَّا انْعَقَدَ، أَمِنَ النَّاسُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ الْحَرْبَ وَالْفِتْنَةَ، وَامْتَزَجُوا، وَعَلَتْ دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ، وَانْقَادَ إِلَيْهِ كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ فَهْمٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَزَادَ عَدَدُ الْإِسْلَامِ أَضْعَافَ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَيَقْتَضِي ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي عَامِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى
مَكَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَامَيْنِ فِي عَشَرَةِ آلَافِ فَارِسٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.