واليد في اللغة تنصرف على وجوه : منها الجارحة وهي معروفة . ومنها النعمة ، تقول : لفلان عندي يد أشكره عليها ، أي نعمة ومنها القوة . فقوله أولي الأيدي فسروه بأولي القوى ؛ ونحوه قول الشاعر :
تحملت من ذلفاء ما ليس لي به ولا للجبال الراسيات يدان
ومنها الملك ، ومنه قوله : الذي بيده عقدة النكاح يعني يملكها . ومنها الاختصاص بالفعل ، كقوله تعالى : خلقت بيدي أي توليت خلقه . ومنها التصرف ، كقولك : " هذه الدار في يد فلان " يعني التصرف فيها بالسكنى أو الإسكان ونحو ذلك . وقيل : إنه قال تعالى : بل يداه على وجه التثنية ؛ لأنه أراد نعمتين : إحداهما نعمة الدنيا ، والأخرى نعمة الدين .والثاني : قوتاه بالثواب والعقاب ، على خلاف قول اليهود ؛ لأنه لا يقدر على عقابنا . وقيل : إن التثنية للمبالغة في صفة النعمة ، كقولك : " لبيك وسعديك " . وقيل في قوله تعالى : غلت أيديهم يعني في جهنم ؛ روي عن الحسن