الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ولقد همت به وهم بها روي عن الحسن : " همت به بالعزيمة وهم بها من جهة الشهوة ولم يعزم " . وقيل : هما جميعا بالشهوة ؛ [ ص: 385 ] لأن الهم بالشيء مقاربته من غير مواقعة . والدليل على أن هم يوسف بها لم يكن من جهة العزيمة ، وإنما كان من جهة دواعي الشهوة قوله : معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي وقوله : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين فكان ذلك إخبارا ببراءة ساحته من العزيمة على المعصية . وقيل : إن ذلك على التقديم والتأخير ، ومعناه : لولا أن رأى برهان ربه هم بها ؛ وذلك لأن جواب " لولا " لا يجوز أن يتقدمه ؛ لأنهم لا يجيزون أن نقول : " قد أتيتك لولا زيد " وجائز أن يكون على تقديره تقديم " لولا " . قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه قال ابن عباس ، والحسن وسعيد بن جبير ومجاهد : " رأى صورة يعقوب عاضا على أنامله " وقال قتادة : " نودي يا يوسف أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء " وروي عن ابن عباس : " أنه رأى الملك " . وقال محمد بن كعب : " هو ما علمه من الدلالة على عقاب الزنا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية