الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين يدل على أن الحلف على الاعتذار ممن كان متهما لا يوجب الرضا عنه وقبول عذره ؛ لأن الآية قد اقتضت النهي عن الرضا عن هؤلاء مع أيمانهم ، وقال في هذه الآية : يحلفون ولم يقل " بالله " وقال في الآية الأولى : سيحلفون بالله فذكر اسم الله في الحلف في الأولى واقتصر في الآية الثانية على ذكر الحلف ، فدل على أنهما سواء . وقال في موضع آخر : ويحلفون على الكذب وهم يعلمون وكذلك قال الله تعالى في القسم ، فقال في موضع : وأقسموا بالله جهد أيمانهم وقال في موضع آخر : إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين فاكتفى بذكر الحلف عن ذكر اسم الله تعالى ، وفي هذا دليل على أنه لا فرق بين قول القائل " أحلف " وبين قوله " أحلف بالله " وكذلك قوله : " أقسم " و " أقسم بالله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية