قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم .
يحتمل أن يكون فيما قد حصل تحريمه قبل ذلك، فالباقي على الإباحة؟ إلا ما خصه الدليل، فيكون عاما محتجا به.
ويحتمل أن يكون المراد بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم : إلا ما يريد أن يحرمه، فيكون مؤذنا بورود بيان من بعد، إلا أن ذلك لا يقتضي التخصيص، ولا يتحقق فيه معنى الاستثناء، إذا لم يكن محرما في الحال.
ويحتمل أن يريد به إلا ما قد حرم عليكم مطلقا، وسيرد بيانه. فعلى هذا يكون القدر المخصوص منه مجملا لجهالة المخصوص. أو يجوز أن يكون الكل قد ورد دفعة واحدة، فيذكر الكلام مطلقا إلا ما سيرد تفصيله، ويسوق الكلام إلى غايته، ويكون ذلك كمطلق يعقبه خصوص، ويسوق الكلام إلى آخره.
نعم، قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم ، لا يتناول محل الصيد، فإنه لو استثنى ذلك سقط حكم الاستثناء الثماني، وهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد ، وصار بمثابة قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم ، وهو تحريم الصيد على المحرم، وذلك تعسف في التأويل، ويوجب ذلك
[ ص: 13 ] أيضا أن يكون الاستثناء من إباحة بهيمة الأنعام مقصورا على الصيد، وقد علمنا أن الميتة من بهيمة الأنعام مستثنى من الإباحة، فهذا تأويل لا وجه له.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد لا يخلو; إما أن يكون مستثنى مما يليه من الاستثناء، فيصير بمنزلة قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم إلا محلي الصيد وأنتم حرم، فلو كان كذلك لوجب إباحة
nindex.php?page=treesubj&link=25507_3441الصيد في الإحرام، لأنه مستثنى من المحظور، إن كان قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم مستثنى من الإباحة، فهذا أيضا وجه ساقط، فإن معناه: أحلت لكم بهيمة الأنعام غير محلي الصيد وأنتم حرم، و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم سوى الصيد مما قدمناه، ويستثنى تحريمه في الثاني، وأن يكون معناه: أوفوا غير محلي الصيد، وأحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ .
يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فِيمَا قَدْ حَصَلَ تَحْرِيمُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَالْبَاقِي عَلَى الْإِبَاحَةِ؟ إِلَّا مَا خَصَّهُ الدَّلِيلُ، فَيَكُونُ عَامًّا مُحْتَجًّا بِهِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ : إِلَّا مَا يُرِيدُ أَنْ يُحَرِّمَهُ، فَيَكُونُ مُؤْذِنًا بِوُرُودِ بَيَانٍ مِنْ بَعْدُ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْتَضِي التَّخْصِيصَ، وَلَا يَتَحَقَّقُ فِيهِ مَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مُحَرَّمًا فِي الْحَالِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ إِلَّا مَا قَدْ حَرُمَ عَلَيْكُمْ مُطْلَقًا، وَسَيَرِدُ بَيَانُهُ. فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْقَدْرُ الْمَخْصُوصُ مِنْهُ مُجْمَلًا لِجَهَالَةِ الْمَخْصُوصِ. أَوْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْكُلُّ قَدْ وَرَدَ دُفْعَةً وَاحِدَةً، فَيَذْكُرُ الْكَلَامَ مُطْلَقًا إِلَّا مَا سَيَرِدُ تَفْصِيلُهُ، وَيَسُوقُ الْكَلَامَ إِلَى غَايَتِهِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ كَمُطْلَقٍ يَعْقُبُهُ خُصُوصٌ، وَيَسُوقُ الْكَلَامَ إِلَى آخِرِهِ.
نَعَمْ، قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ، لَا يَتَنَاوَلُ مَحَلَّ الصَّيْدِ، فَإِنَّهُ لَوِ اسْتَثْنَى ذَلِكَ سَقَطَ حُكْمُ الِاسْتِثْنَاءِ الثَّمَانِي، وَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ ، وَصَارَ بِمَثَابَةِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ، وَهُوَ تَحْرِيمُ الصَّيْدِ عَلَى الْمُحَرَّمِ، وَذَلِكَ تَعَسُّفٌ فِي التَّأْوِيلِ، وَيُوجِبُ ذَلِكَ
[ ص: 13 ] أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ إِبَاحَةِ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ مَقْصُورًا عَلَى الصَّيْدِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْمَيْتَةَ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ مُسْتَثْنًى مِنَ الْإِبَاحَةِ، فَهَذَا تَأْوِيلٌ لَا وَجْهَ لَهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ لَا يَخْلُو; إِمَّا أَنْ يَكُونَ مُسْتَثْنًى مِمَّا يَلِيهِ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ، فَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ إِلَّا مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ، فَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَوَجَبَ إِبَاحَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=25507_3441الصَّيْدِ فِي الْإِحْرَامِ، لِأَنَّهُ مُسْتَثْنًى مِنَ الْمَحْظُورِ، إِنْ كَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ مُسْتَثْنًى مِنَ الْإِبَاحَةِ، فَهَذَا أَيْضًا وَجْهٌ سَاقِطٌ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ سِوَى الصَّيْدِ مِمَّا قَدَّمْنَاهُ، وَيُسْتَثْنَى تَحْرِيمُهُ فِي الثَّانِي، وَأَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: أَوْفُوا غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ.