كتاب الصلاة
هي لغة : الدعاء بخير ، قال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103وصل عليهم } أي ادع لهم .
[ ص: 359 ] وفي الشرع : أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة .
واعترض عليه بأنه غير مانع لدخول سجود التلاوة والشكر مع أنهما ليسا من أنواع الصلاة وغير جامع أيضا لخروج صلاة الأخرس فإنها صلاة شرعية ولا أقوال فيها .
قال
ابن العماد بعد ذكره الإيراد الأول : هذا اعتراض عجيب فإن التعبير بالأفعال مخرج لذلك ، فإن سجود التلاوة والشكر فعل واحد مفتتح بالتكبير مختتم بالتسليم وغيرهما أفعال ، وأيضا فالتعبير بالأقوال مخرج له أيضا ، وأما صلاة الأخرس فلا ترد لندرتها .
والأصل في الباب قبل الإجماع آيات كقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83وأقيموا الصلاة } أي حافظوا عليها
[ ص: 360 ] دائما بإكمال واجباتها وسننها وأخبار كخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70886فرض الله على أمتي ليلة الإسراء خمسين صلاة ، فلم أزل أراجعه وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسا في كل يوم وليلة } وكانت ليلة الإسراء التي فرض فيها الخمس قبل الهجرة بسنة كما قاله
البندنيجي ، وقيل بستة عشر شهرا كما حكاه
الماوردي ، والأكثرون على الأول أو وخمسة أشهر أو ثلاثة أو قبلها بثلاث سنين ، وقال
الجرمي : في سابع عشري ربيع الآخر ، وكذا قال
المصنف في فتاويه ، لكن قال في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ربيع الأول ، وقيل سابع عشري رجب ، واختاره
الحافظ عبد الغني بن سرور المقدسي .
وبدأ بالمكتوبات اهتماما بها إذ هي أفضل مما سواها فقال ( المكتوبات ) أي
nindex.php?page=treesubj&link=25208_848المفروضات العينية من الصلاة في كل يوم وليلة ( خمس ) معلومة من الدين بالضرورة أما الجمعة فستأتي في بابها ولم تدخل في كلامه
[ ص: 361 ] على أنها خمس في يومها ، والأصل في ذلك ما تقدم وخبر الأعرابي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=38917هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع } وقوله
nindex.php?page=showalam&ids=32لمعاذ لما بعثه إلى
اليمن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=86116أخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة } وأما
nindex.php?page=treesubj&link=1251قيام الليل فنسخ في حقنا وكذا في حقه صلى الله عليه وسلم على الأصح ، وصدر تبعا للأكثرين بمواقيتها لأنها أهم شروطها ، إذ بدخولها تجب وبخروجها تفوت .
والأصل فيها قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } الآية ، أراد بالمساء صلاة المغرب والعشاء وبالصباح صلاة الصبح و ب ( عشيا ) العصر وب ( تظهرون ) الظهر وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه } وأراد بالأول صلاة الصبح وبالثاني صلاة الظهر والعصر وبالثالث صلاتي المغرب والعشاء وفي شرح المسند
للرافعي أن الصبح صلاة
آدم والظهر
لداود والعصر
لسليمان والمغرب
ليعقوب والعشاء
ليونس وأورد فيه خبرا .
nindex.php?page=treesubj&link=848والحكمة في كون المكتوبات سبع عشرة ركعة أن زمن اليقظة من اليوم والليلة سبع عشرة ساعة غالبا اثنا عشر بالنهار ونحو ثلاث ساعات من الغروب وساعتين من قبيل الفجر فجعل لكل ساعة ركعة جبرا لما يقع فيها من التقصير .
كِتَابُ الصَّلَاةِ
هِيَ لُغَةً : الدُّعَاءُ بِخَيْرٍ ، قَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } أَيْ اُدْعُ لَهُمْ .
[ ص: 359 ] وَفِي الشَّرْعِ : أَقْوَالٌ وَأَفْعَالٌ مَخْصُوصَةٌ مُفْتَتَحَةٌ بِالتَّكْبِيرِ مُخْتَتَمَةٌ بِالتَّسْلِيمِ بِشَرَائِطَ مَخْصُوصَةٍ .
وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ غَيْرُ مَانِعٍ لِدُخُولِ سُجُودِ التِّلَاوَةِ وَالشُّكْرِ مَعَ أَنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ أَنْوَاعِ الصَّلَاةِ وَغَيْرُ جَامِعٍ أَيْضًا لِخُرُوجِ صَلَاةِ الْأَخْرَسِ فَإِنَّهَا صَلَاةٌ شَرْعِيَّةٌ وَلَا أَقْوَالَ فِيهَا .
قَالَ
ابْنُ الْعِمَادِ بَعْدَ ذِكْرِهِ الْإِيرَادَ الْأَوَّلَ : هَذَا اعْتِرَاضٌ عَجِيبٌ فَإِنَّ التَّعْبِيرَ بِالْأَفْعَالِ مُخْرِجٌ لِذَلِكَ ، فَإِنَّ سُجُودَ التِّلَاوَةِ وَالشُّكْرِ فِعْلٌ وَاحِدٌ مُفْتَتَحٌ بِالتَّكْبِيرِ مُخْتَتَمٌ بِالتَّسْلِيمِ وَغَيْرُهُمَا أَفْعَالٌ ، وَأَيْضًا فَالتَّعْبِيرُ بِالْأَقْوَالِ مُخْرِجٌ لَهُ أَيْضًا ، وَأَمَّا صَلَاةُ الْأَخْرَسِ فَلَا تَرِدُ لِنُدْرَتِهَا .
وَالْأَصْلُ فِي الْبَابِ قَبْلَ الْإِجْمَاعِ آيَاتٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } أَيْ حَافِظُوا عَلَيْهَا
[ ص: 360 ] دَائِمًا بِإِكْمَالِ وَاجِبَاتِهَا وَسُنَنِهَا وَأَخْبَارٌ كَخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70886فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ خَمْسِينَ صَلَاةً ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ وَأَسْأَلُهُ التَّخْفِيفَ حَتَّى جَعَلَهَا خَمْسًا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ } وَكَانَتْ لَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ الَّتِي فَرَضَ فِيهَا الْخَمْسَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ كَمَا قَالَهُ
الْبَنْدَنِيجِيُّ ، وَقِيلَ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا كَمَا حَكَاهُ
الْمَاوَرْدِيُّ ، وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى الْأَوَّلِ أَوْ وَخَمْسَةِ أَشْهُرٍ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَقَالَ
الْجَرْمِيِّ : فِي سَابِعِ عَشَرَيْ رَبِيعِ الْآخَرِ ، وَكَذَا قَالَ
الْمُصَنِّفُ فِي فَتَاوِيهِ ، لَكِنْ قَالَ فِي شَرْحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ رَبِيعُ الْأَوَّلُ ، وَقِيلَ سَابِعُ عَشَرَيْ رَجَبٍ ، وَاخْتَارَهُ
الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيَّ .
وَبَدَأَ بِالْمَكْتُوبَاتِ اهْتِمَامًا بِهَا إذْ هِيَ أَفْضَلُ مِمَّا سِوَاهَا فَقَالَ ( الْمَكْتُوبَاتُ ) أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=25208_848الْمَفْرُوضَاتُ الْعَيْنِيَّةُ مِنْ الصَّلَاةِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ( خَمْسٌ ) مَعْلُومَةٌ مِنْ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ أَمَّا الْجُمُعَةُ فَسَتَأْتِي فِي بَابِهَا وَلَمْ تَدْخُلْ فِي كَلَامِهِ
[ ص: 361 ] عَلَى أَنَّهَا خَمْسٌ فِي يَوْمِهَا ، وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ مَا تَقَدَّمَ وَخَبَرُ الْأَعْرَابِيِّ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=38917هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لَا إلَّا أَنْ تَطَوَّعَ } وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=32لِمُعَاذٍ لَمَّا بَعَثَهُ إلَى
الْيَمَنِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=86116أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ } وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=1251قِيَامُ اللَّيْلِ فَنُسِخَ فِي حَقِّنَا وَكَذَا فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَصَحِّ ، وَصَدَّرَ تَبَعًا لِلْأَكْثَرِينَ بِمَوَاقِيتِهَا لِأَنَّهَا أَهَمُّ شُرُوطِهَا ، إذْ بِدُخُولِهَا تَجِبُ وَبِخُرُوجِهَا تَفُوتُ .
وَالْأَصْلُ فِيهَا قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } الْآيَةَ ، أَرَادَ بِالْمَسَاءِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَبِالصَّبَاحِ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَ بِ ( عَشِيًّا ) الْعَصْرَ وَبِ ( تُظْهِرُونَ ) الظُّهْرَ وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } وَأَرَادَ بِالْأَوَّلِ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَبِالثَّانِي صَلَاةَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبِالثَّالِثِ صَلَاتَيْ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَفِي شَرْحِ الْمُسْنَدِ
لِلرَّافِعِيِّ أَنَّ الصُّبْحَ صَلَاةُ
آدَمَ وَالظُّهْرَ
لِدَاوُدَ وَالْعَصْرَ
لِسُلَيْمَانَ وَالْمَغْرِبَ
لِيَعْقُوبَ وَالْعِشَاءَ
لِيُونُسَ وَأَوْرَدَ فِيهِ خَبَرًا .
nindex.php?page=treesubj&link=848وَالْحِكْمَةُ فِي كَوْنِ الْمَكْتُوبَاتِ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً أَنَّ زَمَنَ الْيَقَظَةِ مِنْ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ سَاعَةً غَالِبًا اثْنَا عَشَرَ بِالنَّهَارِ وَنَحْوُ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْ الْغُرُوبِ وَسَاعَتَيْنِ مِنْ قُبَيْلِ الْفَجْرِ فَجَعَلَ لِكُلِّ سَاعَةٍ رَكْعَةً جَبْرًا لِمَا يَقَعُ فِيهَا مِنْ التَّقْصِيرِ .