سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا .
[11] ولما سار -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة عام الحديبية، طلب ناسا من الأعراب [ ص: 339 ] ليرتحلوا معه، فتخلفوا عنه جبنا، واعتلوا بالأموال والأولاد، فنزل: سيقول لك المخلفون عنك من الأعراب إذا رجعت من الحديبية.
شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا الله ليغفر لنا تخلفنا عنك، فكذبهم الله في اعتذارهم، فقال: يقولون يظهرون.
بألسنتهم ما ليس في قلوبهم لأنهم لا يبالون باستغفارك.
قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا سوءا أو أراد بكم نفعا أي: لا يقدر على دفع ضر ولا جلب نفع إلا هو تعالى. قرأ حمزة، وخلف: (ضرا) بضم الضاد، والباقون: بفتحها، وهما لغتان، وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدفع عنهم الضر، ويعجل لهم النفع بالسلامة في أنفسهم وأموالهم، فأخبرهم أنه إن أراد شيئا من ذلك، لم يقدر أحد على دفعه والكسائي، بل كان الله بما تعملون خبيرا فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه.
* * *