المسألة الثالثة عشرة : قوله تعالى : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } : وفي هذه الآيات قراءات وتأويلات واختلافات وهي بيضة العقر . {
قرئ يطيقونه بكسر الطاء وإسكان الياء ، وقرئ بفتح الطاء والياء وتشديدهما ، وقرئ كذلك بتشديد الياء الثانية ، لكن الأولى مضمومة ، وقرئ يطوقونه ، والقراءة هي القراءة الأولى ، وما وراءها وإن روي وأسند فهي شواذ ، والقراءة الشاذة لا ينبني عليها حكم ; لأنه لم يثبت لها أصل ، وقد بينا ذلك في القسم الثاني من علوم القرآن بيانا شافيا المسألة الرابعة عشرة أن الآية منسوخة كذلك ، روي عن ابن عمر وسلمة ، وثبت ذلك عنهما .
وتحقيق القول أن الله تعالى قال : من كان صحيحا مقيما لزمه الصوم ، ومن كان مسافرا أو مريضا فلا صوم عليه ، ومن كان صحيحا مقيما ولزمه الصوم ، وأراد تركه ، فعليه فدية طعام مسكين ، ثم نسخ الله تعالى ذلك بقوله : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } مطلقا .
[ ص: 114 ] ولهذا المعنى كرره ، ولولا تجديد الفرض فيه وتحديده وتأكيده ما كان لتكرار ذلك فائدة مقصودة ، وهذا منتزع عن الناسخ والمنسوخ فلينظر فيه .