المسألة الخامسة :
من معنى هذه الآية : وهي في التي بعدها قوله تعالى : { وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم }
ذهب بعض الغلاة من أرباب الورع إلى أن لم يحل ، ولم يطب ; لأنه يمكن أن يكون الذي أخرج هو الحلال ، والذي بقي هو الحرام ، وهو غلو في الدين ; فإن كل ما لم [ ص: 325 ] يتميز فالمقصود منه ماليته لا عينه ، ولو تلف لقام المثل مقامه ، والاختلاط إتلاف لتميزه ، كما أن الإهلاك إتلاف لعينه ، والمثل قائم مقام الذاهب ، وهذا بين حسا بين معنى ، والله أعلم . المال الحلال إذا خالطه حرام حتى لم يتميز ، ثم أخرج منه مقدار الحرام المختلط به