المسألة السادسة : قوله تعالى : { حافظات للغيب } : يعني غيبة زوجها ، لا تأتي في مغيبه بما يكره أن يراه منها في حضوره ; وقد قال الشعبي : إن تزوج امرأة من شريحا بني تميم يقال لها زينب . قال : فلما تزوجتها ندمت حتى أردت أن أرسل إليها بطلاقها . فقلت : لا أعجل حتى يجاء بها . قال : فلما جيء بها تشهدت ثم قالت : أما بعد فقد نزلنا منزلا لا ندري متى نظعن منه ، فانظر الذي تكره ، هل تكره زيارة الأختان ؟ فقلت : أما بعد فإني شيخ كبير ، لا أكره المرافقة ، وإني لأكره ملال الأختان قال : فما شرطت شيئا إلا وفت به قال : فأقامت سنة ثم [ ص: 532 ] جئت يوما ومعها في الحجلة إنس ، فقلت : إنا لله . فقالت : أبا أمية ، إنها أمي ، فسلم عليها . فقالت : انظر فإن رابك شيء منها فأوجع رأسها . قال : فصحبتني ثم هلكت قبلي . قال : فوددت أني قاسمتها عمري أو مت أنا وهي في يوم واحد . وقال : شريح
رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني يوم أضرب زينبا
المسألة السابعة : قوله تعالى : { بما حفظ الله } : يعني بحفظ الله ، وهو ما يخلقه للعبد من القدرة على الطاعة ; فإنه إذا شاء أن يحفظ عبده لم يخلق له إلا قدرة الطاعة ، فإن توالت كانت له عصمة ولا تكون إلا للأنبياء .