الثالثة : nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22والسماء بناء السماء للأرض كالسقف للبيت ، ولهذا قال وقوله الحق nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وجعلنا السماء سقفا محفوظا وكل ما علا فأظل قيل له سماء ، وقد تقدم القول فيه والوقف على ( بناء ) أحسن منه على تتقون ; لأن قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الذي جعل لكم الأرض فراشا نعت للرب . ويقال : بنى فلان بيتا ، وبنى على أهله - بناء فيهما - أي زفها . والعامة تقول : بنى بأهله ، وهو خطأ ، وكأن الأصل فيه أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها ، فقيل لكل داخل بأهله : بان . وبنى " مقصورا " شدد للكثرة ، وابتنى دارا وبنى بمعنى ، ومنه بنيان الحائط ، وأصله وضع لبنة على أخرى حتى تثبت .

وأصل الماء موه ، قلبت الواو ألفا لتحركها وتحرك ما قبلها فقلت ماه ، فالتقى حرفان [ ص: 220 ] خفيان فأبدلت من الهاء همزة ; لأنها أجلد ، وهي بالألف أشبه ، فقلت : ماء ، الألف الأولى عين الفعل ، وبعدها الهمزة التي هي بدل من الهاء ، وبعد الهمزة ألف بدل من التنوين . قال أبو الحسن : لا يجوز أن يكتب إلا بألفين عند البصريين ، وإن شئت بثلاث ، فإذا جمعوا أو صغروا ردوا إلى الأصل فقالوا : مويه وأمواه ومياه ، مثل جمال وأجمال .

الثَّالِثَةُ : nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22وَالسَّمَاءَ بِنَاءً السَّمَاءُ لِلْأَرْضِ كَالسَّقْفِ لِلْبَيْتِ ، وَلِهَذَا قَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَكُلُّ مَا عَلَا فَأَظَلَّ قِيلَ لَهُ سَمَاءٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ وَالْوَقْفُ عَلَى ( بِنَاءً ) أَحْسَنُ مِنْهُ عَلَى تَتَّقُونَ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا نَعْتٌ لِلرَّبِّ . وَيُقَالُ : بَنَى فُلَانٌ بَيْتًا ، وَبَنَى عَلَى أَهْلِهِ - بِنَاءً فِيهِمَا - أَيْ زَفَّهَا . وَالْعَامَّةُ تَقُولُ : بَنَى بِأَهْلِهِ ، وَهُوَ خَطَأٌ ، وَكَأَنَّ الْأَصْلَ فِيهِ أَنَّ الدَّاخِلَ بِأَهْلِهِ كَانَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا قُبَّةً لَيْلَةَ دُخُولِهِ بِهَا ، فَقِيلَ لِكُلِّ دَاخِلٍ بِأَهْلِهِ : بَانٍ . وَبَنَّى " مَقْصُورًا " شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ ، وَابْتَنَى دَارًا وَبَنَى بِمَعْنًى ، وَمِنْهُ بُنْيَانُ الْحَائِطِ ، وَأَصْلُهُ وَضْعُ لَبِنَةٍ عَلَى أُخْرَى حَتَّى تَثْبُتَ .

وَأَصْلُ الْمَاءِ مَوَهٌ ، قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَتَحَرُّكِ مَا قَبْلَهَا فَقُلْتَ مَاهٌ ، فَالْتَقَى حَرْفَانِ [ ص: 220 ] خَفِيَّانِ فَأَبْدَلْتَ مِنَ الْهَاءِ هَمْزَةً ; لِأَنَّهَا أَجْلَدُ ، وَهِيَ بِالْأَلِفِ أَشْبَهُ ، فَقُلْتَ : مَاءٌ ، الْأَلِفُ الْأُولَى عَيْنُ الْفِعْلِ ، وَبَعْدَهَا الْهَمْزَةُ الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ ، وَبَعْدَ الْهَمْزَةِ أَلِفٌ بَدَلٌ مِنَ التَّنْوِينِ . قَالَ أَبُو الْحَسَنِ : لَا يَجُوزُ أَنْ يُكْتَبَ إِلَّا بِأَلِفَيْنِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَإِنْ شِئْتَ بِثَلَاثٍ ، فَإِذَا جَمَعُوا أَوْ صَغَّرُوا رَدُّوا إِلَى الْأَصْلِ فَقَالُوا : مُوَيْهٌ وَأَمْوَاهٌ وَمِيَاهٌ ، مِثْلَ جِمَالٍ وَأَجْمَالٍ .