الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التاسعة : ومنه غاشية السرج ، وغشيت الشيء أغشيه . قال النابغة :


هلا سألت بني ذبيان ما حسبي إذا الدخان تغشى الأشمط البرما



وقال آخر :


صحبتك إذ عيني عليها غشاوة     فلما انجلت قطعت نفسي ألومها



قال ابن كيسان : فإن جمعت غشاوة قلت : غشاء بحذف الهاء . وحكى الفراء : غشاوي مثل أداوي . وقرئ : " غشاوة " بالنصب على معنى وجعل ، فيكون من باب قوله :


علفتها تبنا وماء باردا

وقول الآخر :


يا ليت زوجك قد غدا     متقلدا سيفا ورمحا



المعنى وأسقيتها ماء ، وحاملا رمحا ; لأن الرمح لا يتقلد . قال الفارسي : ولا تكاد تجد هذا الاستعمال في حال سعة واختيار ، فقراءة الرفع أحسن ، وتكون الواو عاطفة جملة على جملة . قال : ولم أسمع من الغشاوة فعلا متصرفا بالواو . وقال بعض المفسرين : الغشاوة على الأسماع والأبصار ، والوقف على قلوبهم . وقال آخرون : الختم في الجميع ، والغشاوة [ ص: 187 ] هي الختم ، فالوقف على هذا على غشاوة . وقرأ الحسن غشاوة بضم الغين ، وقرأ أبو جويبر بفتحها ، وروي عن أبي عمرو : غشوة ، رده إلى أصل المصدر . قال ابن كيسان : ويجوز غشوة وغشوة وأجودها غشاوة ، كذلك تستعمل العرب في كل ما كان مشتملا على الشيء ، نحو عمامة وكنانة وقلادة وعصابة وغير ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية