(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39nindex.php?page=treesubj&link=28983_28666_31895يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 40 ) )
ثم إن
يوسف - عليه السلام - أقبل على الفتيين بالمخاطبة ، والدعاء لهما إلى عبادة الله وحده لا شريك له وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )
[ ص: 390 ] [ أي ] الذي ولى كل شيء بعز جلاله ، وعظمة سلطانه .
ثم بين لهما أن التي يعبدونها ويسمونها آلهة ، إنما هو جهل منهم ، وتسمية من تلقاء أنفسهم ، تلقاها خلفهم عن سلفهم ، وليس لذلك مستند من عند الله; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ما أنزل الله بها من سلطان ) أي : حجة ولا برهان .
ثم أخبرهم أن
nindex.php?page=treesubj&link=29687الحكم والتصرف والمشيئة والملك كله لله ، وقد أمر عباده قاطبة ألا يعبدوا إلا إياه ، ثم قال : ذلك الدين القيم أي : هذا الذي أدعوكم إليه من توحيد الله ، وإخلاص العمل له ، هو الدين المستقيم ، الذي أمر الله به وأنزل به الحجة والبرهان الذي يحبه ويرضاه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) أي : فلهذا كان أكثرهم مشركين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : إنما عدل بهم
يوسف عن تعبير الرؤيا إلى هذا ، لأنه عرف أنها ضارة لأحدهما ، فأحب أن يشغلهما بغير ذلك ، لئلا يعاودوه فيها ، فعاودوه ، فأعاد عليهم الموعظة .
وفي هذا الذي قاله نظر; لأنه قد وعدهما أولا بتعبيرها ولكن جعل سؤالهما له على وجه التعظيم والاحترام وصلة وسببا إلى دعائهما إلى التوحيد والإسلام ، لما رأى في سجيتهما من قبول الخير والإقبال عليه ، والإنصات إليه ، ولهذا لما فرغ من دعوتهما ، شرع في تعبير رؤياهما ، من غير تكرار سؤال فقال :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39nindex.php?page=treesubj&link=28983_28666_31895يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( 40 ) )
ثُمَّ إِنَّ
يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَقْبَلَ عَلَى الْفَتَيَيْنِ بِالْمُخَاطَبَةِ ، وَالدُّعَاءِ لَهُمَا إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَخَلْعِ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَوْثَانِ الَّتِي يَعْبُدُهَا قَوْمُهُمَا ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )
[ ص: 390 ] [ أَيْ ] الَّذِي وَلِى كُلَّ شَيْءٍ بِعِزِّ جَلَالِهِ ، وَعَظَمَةِ سُلْطَانِهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمَا أَنَّ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا وَيُسَمُّونَهَا آلِهَةً ، إِنَّمَا هُوَ جَهْلٌ مِنْهُمْ ، وَتَسْمِيَةٌ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ ، تَلَقَّاهَا خَلَفُهُمْ عَنْ سَلَفِهِمْ ، وَلَيْسَ لِذَلِكَ مُسْتَنَدٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) أَيْ : حُجَّةٍ وَلَا بُرْهَانٍ .
ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29687الْحُكْمَ وَالتَّصَرُّفَ وَالْمَشِيئَةَ وَالْمُلْكَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، وَقَدْ أَمَرَ عِبَادَهُ قَاطِبَةً أَلَّا يَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ، ثُمَّ قَالَ : ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَيْ : هَذَا الَّذِي أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ ، وَإِخْلَاصِ الْعَمَلِ لَهُ ، هُوَ الدِّينُ الْمُسْتَقِيمُ ، الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وأَنْزَلَ بِهِ الْحُجَّةَ وَالْبُرْهَانَ الَّذِي يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=40وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) أَيْ : فَلِهَذَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) [ يُوسُفَ : 103 ] .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : إِنَّمَا عَدَلَ بِهِمْ
يُوسُفُ عَنْ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا إِلَى هَذَا ، لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّهَا ضَارَّةٌ لِأَحَدِهِمَا ، فَأَحَبَّ أَنْ يَشْغَلَهُمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ ، لِئَلَّا يُعَاوِدُوهُ فِيهَا ، فَعَاوَدُوهُ ، فَأَعَادَ عَلَيْهِمُ الْمَوْعِظَةَ .
وَفِي هَذَا الَّذِي قَالَهُ نَظَرٌ; لِأَنَّهُ قَدْ وَعَدَهُمَا أَوَّلًا بِتَعْبِيرِهَا وَلَكِنْ جَعَلَ سُؤَالَهُمَا لَهُ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ وَالِاحْتِرَامِ وُصْلَةً وَسَبَبًا إِلَى دُعَائِهِمَا إِلَى التَّوْحِيدِ وَالْإِسْلَامِ ، لِمَا رَأَى فِي سَجِيَّتِهِمَا مِنْ قَبُولِ الْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ ، وَالْإِنْصَاتِ إِلَيْهِ ، وَلِهَذَا لَمَّا فَرَغَ مِنْ دَعْوَتِهِمَا ، شَرَعَ فِي تَعْبِيرِ رُؤْيَاهُمَا ، مِنْ غَيْرِ تَكْرَارِ سُؤَالٍ فَقَالَ :