[ ص: 376 ] ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
في المحرم منها دخل السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي إلى بغداد وعلى رأسه الشمسية ، فتلقاه الوزير ابن هبيرة وأدخله على الخليفة ، فقبل الأرض وحلفه على الطاعة وصفاء النية والمناصحة والمودة ، وخلع عليه خلع الملوك ، وتقرر أن للخليفة العراق ولسليمان شاه ما يفتحه من خراسان ثم خطب له ببغداد بعد الملك سنجر ، ثم خرج منها في ربيع الأول فاقتتل هو والسلطان محمد بن محمود بن ملكشاه ، فهزمه محمد وهزم عسكره ، فذهب هاربا فتلقاه نائب قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل فأسره وحبسه بقلعة الموصل وأكرمه مدة حبسه وخدمه ، وهذا من أغرب الاتفاقات .
وفيها ملكت الفرنج المهدية من بلاد المغرب بعد حصار شديد . وفيها نور الدين محمود بن زنكي قلعة تل حارم واقتلعها من أيدي فتح الفرنج ، وكانت من أحصن القلاع وأمنع البقاع وذلك بعد قتال عظيم ووقعة هائلة كانت من أكبر الفتوحات ، وقد امتدحه الشعراء عند ذلك . وفيها هرب الملك سنجر من الأسر وعاد إلى ملكه بمرو ، وكان له في أيديهم نحو من خمس سنين . وفيها استعمل عبد المؤمن أولاده على بلاده ; استناب كل واحد في بلد كبير .