ولا تقتلوا أولادكم من إملاق الآية ، نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن قوله تعالى : الواقع بالفعل ; ونهى في سورة الإسراء عن قتلهم خشية الفقر المترقب المخوف منه ، مع أنه غير واقع في الحال ، بقوله : قتل الأولاد من أجل الفقر ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق [ 17 \ 31 ] ، وقد أوضح - صلى الله عليه وسلم - معناه حين سأله - رضي الله عنه : " عبد الله بن مسعود " قال : ثم أي ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال : ثم أي ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم : تزاني حليلة جارك والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون الآية [ 25 \ 68 ] . أي الذنب أعظم ؟ فقال : " أن
[ ص: 545 ] وأخذ بعض أهل العلم من هذه الآية منع ; لأنه وأد خفي ، وحديث العزل جابر : " " يدل على جوازه ، لكن قال جماعة من أهل العلم : إنه لا يجوز عن الحرة إلا بإذنها ، ويجوز عن الأمة بغير إذنها . والإملاق : الفقر ، وقال بعض أهل العلم : الإملاق الجوع . كنا نعزل والوحي ينزل
وحكاه النقاش عن مؤرج ، وقيل : الإملاق الإنفاق ، يقال : أملق ماله بمعنى أنفقه ، وذكر أن عليا قال لامرأته : أملقي ما شئت من مالك .
وحكي هذا القول عن ، ذكره منذر بن سعيد القرطبي ، وغيره ، والصحيح الأول .