وكان الله بهم عليما أتى بهذه الجملة بعد ما تقدم لتنبيه المؤمن على الاكتفاء بعلم الله تعالى بإنفاقه وعدم مبالاته بعلم الناس ، فهو الذي لا ينسى عمل عامل ولا يظلمه من أجره عليه شيئا وهو الذي يسخر القلوب لمن شاء ، قال الأستاذ الإمام : لو لم ينزل في معاملة الناس بعضهم لبعض إلا هذه الآيات واعبدوا الله إلى قوله : عليما لكانت كافية لهداية من له قلب يشعر وعقل يفكر ، ثم أخذ يبين تقصير المنتسبين إلى الإسلام في اتباع هذه الأوامر ، وذكر من حال الناس في معاملة الوالدين والأقربين والجيران واليتامى والمساكين ما يتبرأ منه الإسلام ، وكل ما ذكره مشاهد معروف ، وأين المعتبرون المتعظون ؟