لا
: لا : على أوجه
الوجه الأول : ، وهي أنواع : أن تكون نافية
أحدها : وذلك إذا أريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص ، وتسمى حينئذ : تبرئة ، وإنما يظهر نصبها إذا كان اسمها مضافا أو شبهه ، وإلا فيركب معها ، نحو : ( أن تعمل عمل ( إن ) لا إله إلا هو ) [ البقرة : 255 ] . ( لا ريب فيه ) [ البقرة : 2 ] فإن تكررت جاز التركيب والرفع ، نحو : ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ) [ البقرة : 197 ] ( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) [ البقرة : 254 ] . ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) [ الطور : 23 ] .
ثانيها : نحو : ( أن تعمل عمل ليس ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) [ يونس : 61 ] .
ثالثها ورابعها : ، ولم يقعا في القرآن . أن تكون عاطفة أو جوابية
خامسها : أن تكون على غير ذلك ; فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيها ، أو فعلا ماضيا ، لفظا أو تقديرا ، وجب تكرارها ، نحو : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ) [ يس : 40 ] ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 47 ] ( فلا صدق ولا صلى ) [ القيامة : 31 ] . أو مضارعا ، لم يجب ، نحو : ( لا يحب الله الجهر ) [ النساء : 148 ] ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) [ الشورى : 23 ] .
وتعترض ( لا ) هذه بين الناصب والمنصوب ، نحو : ( لئلا يكون للناس ) [ النساء : 165 ] والجازم والمجزوم ، نحو : ( إلا تفعلوه ) [ الأنفال : 73 ] .
الوجه الثاني : ، فتختص بالمضارع ، وتقتضي جزمه واستقباله ، [ ص: 519 ] سواء كان نهيا ، نحو : ( أن تكون لطلب الترك لا تتخذوا عدوي ) [ الممتحنة : 1 ] ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين ) [ آل عمران : 28 ] ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) [ البقرة : 237 ] ، أو دعاء ، نحو : ( لا تؤاخذنا ) [ البقرة : 286 ] .
الوجه الثالث : ، وهي الزائدة ، نحو : ( التأكيد ما منعك ألا تسجد ) [ الأعراف : 12 ] ( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن ) [ طه : 92 - 93 ] ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) [ الحديد : 29 ] أي : ليعلموا . قال : ( لا ) هنا مؤكدة ، قائمة مقام إعادة الجملة مرة أخرى . ابن جني
واختلف في قوله : ( لا أقسم بيوم القيامة ) [ القيامة : 1 ] .
فقيل : زائدة ، وفائدتها مع التوكيد التمهيد لنفي الجواب ، والتقدير : ( لا أقسم بيوم القيامة لا يتركون سدى ) . ومثله : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ) [ النساء : 65 ] ويؤيده قراءة ( لأقسم ) .
وقيل : نافية لما تقدم عندهم من إنكار البعث ، فقيل : لهم : ليس الأمر كذلك ، ثم استؤنف القسم .
قالوا : وإنما صح ذلك ; لأن القرآن كله كالسورة الواحدة ، ولهذا يذكر الشيء في سورة وجوابه في سورة ، نحو : ( وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) [ الحجر : 6 ] . ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) [ القلم : 2 ] .
وقيل : منفيها أقسم ، على أنه إخبار لا إنشاء ، واختاره قال : والمعنى نفي ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له ; بدليل : ( الزمخشري فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) [ الواقعة : 75 - 76 ] ، فكأنه قيل : إن إعظامه بالإقسام به كلا إعظام ، أي : أنه يستحق إعظاما فوق ذلك .
واختلف في قوله تعالى : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا [ الأنعام : 151 ] .
فقيل : لا نافية .
وقيل : ناهية .
وقيل : زائدة .
وفي قوله تعالى : وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون [ الأنبياء : 95 ] .
[ ص: 520 ] فقيل : زائدة .
وقيل : نافية ، والمعنى : يمتنع عدم رجوعهم إلى الآخرة .
تنبيه : ترد ، فيظهر إعرابها فيما بعدها ، نحو : ( ( لا ) اسما بمعنى غير غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ الفاتحة : 7 ] . ( لا مقطوعة ولا ممنوعة ) [ الواقعة : 33 ] . ( لا فارض ولا بكر ) [ البقرة : 68 ] .
فائدة : قد تحذف ألفها ، وخرج عليه : ( ابن جني واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) .