الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تخطيط وعمارة المدن الإسلامية

خالد محمد مصطفى عزب

المسألة الثامنة : أن المصر إذا استبحر عمرانه رخصت فيه أسعار الضروري من الأقوات، وغليت أسعار الحاجي من الفواكه وغيرها، وإذا ضعف عمرانها كان الأمر بالعكس.

بيان الأول: باعتبارين: أحدهما: رخص الضروري، والآخر: غلاء الحاجي.

الاعتبار الأول: وهو أن توفر الدواعي على السعي في اتخاذ الحبوب، التي هـي من ضرورات القوت، توجب كثرة وجودها في ذلك المصر، بكثرة ما يفضل منها عن كل متخذ لها عن نفسه أو عياله، وإذا كثرت رخص سعرها في الغالب، إلا أن تصيبها آفة سماوية، ولولا احتكارها لما يتوقع من ذلك، لبذلت دون ثمن، لكثرتها بكثرة العمران.

الاعتبار الثاني: وهو أن عدم عموم البلوى بما هـو حاجي بقلة وجوده، وإذا قل -مع شدة الطلب عليه من قبل المترفين- غلت أسعاره لا محالة.

بيان الثاني: أن المصر الصغير تقل أقواته، لقلة العمل فيه، ويتوقع عدمها لذلك، فيمسك ما يحصل منها ويحتكر، فيعز وجوده ويغلى ثمنه على طالبه ولا كذلك مرافقه من الأشياء التي لا تدعو إليها الحاجة، [ ص: 129 ] لقلة الساكن وضعف الحال، فيختص برخص سعرها لا محالة...

التالي السابق


الخدمات العلمية