الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تخطيط وعمارة المدن الإسلامية

خالد محمد مصطفى عزب

المسألة الخامسة عشرة : أن لغة أهل الأمصار إنما تكون بلسان الأمة والجيل الغالبين عليها أو المختطين لها، وشاهد ذلك -من الواقع في الممالك الإسلامية- أمران:

أحدهما: أن لغات أمصارها، شرقا وغربا، عربية، وإن كان اللسان المضري منها قد فسدت ملكته، وتغير إعرابه، لمخالطة الأعاجم، وسببه ما وقع للدولة الإسلامية من الغلب على الأمم، والناس تبع لسطان الدول وعلى دينه.. وأيضا فدين الإسلام مستفاد من الشريعة، وهي بلسان العرب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عربي، فوجب هـجر ما سوى اللسان العربي، وعند ذلك فاستعماله من شعائر الإسلام وطاعة العرب القائمين به.

الثاني: أنه لما تملك العجم جميع الممالك الإسلامية كالديلم والسلجوقية بالمشرق، وزناتة وسائر البربر بالمغرب، فسد اللسان العربي بذلك، وكاد يذهب، لولا حفظه، لعناية المسلمين بالسنة، فبذلك استمر بقاؤه، وترجحت المحافظة عليه، وإن كان غريبا بالنسبة إلى ما تحول إليه من اللغات الأعجمية. [ ص: 140 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية