الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الفصل الرابع

            إدارة أزمة عام الرمادة

            أنموذج القيادة والحكم الراشد

            لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

            - تمهيد:

            من بين أسماء الصحابة الكبيرة، يبرز اسم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحوله - دائما - هالة كبيرة من الإكبار والإجـلال، توارثتها الأجيال المسـلمة، ولم تنكرها عليه الأوسـاط غير المسـلمة، التي تنصـف الرجال، وتعرف أقدارهم [1] .

            هذا التقدير للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ترجم بين العلماء والدارسين، على مر العصور، إلى دراسات تبحث وتدور كل منها حول ناحية من نواحي شخصيته، كعدالته، وفتوحاته، التي أشرف عليها وتمت في خلافته، واجتهاداته الفقهية، وقراراته، وعبقريته في مجالات كثيرة. [ ص: 149 ]

            لقد امتد التشريع الإسلامي، بعد عصر الرسـول صلى الله عليه وسلم والخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، الذي وضع ملامح الشكل السياسي للخلافة الإسلامية، من خلال الخطبة [2] ، التي ألقاها من على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، بعد توليه أمر الخلافة والتي حدد فيها ملامح أسس الحكم، وبلور شكل دستوره [3] .

            ويلاحظ أن الخليفة الصديق أسس لوجود دسـتور تسير عليـه الحكومـة







            [4] . وهو ما سار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، عمـر بن الخطـاب، عثمـان بن عفـان، وعلـي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين. [ ص: 150 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية