الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن محرما ذبح صيدا أو أرسل كلبه على صيد فقتله أو بازه فقتله أيأكله حلال أو حرام ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : لا يأكله حلال ولا حرام لأنه ميتة ليس بذكي ، قال وهو مثل ذبيحته ، قلت فما ذبح للمحرم من الصيد وإن ذبحه رجل حلال ، إلا أنه إنما ذبحه من أجل هذا المحرم ; أمره المحرم بذلك أو لم يأمره ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : ما ذبح للمحرم من الصيد فلا يأكله حلال ولا حرام ، وإن كان الذي ذبحه حلالا أو حراما فهو سواء لا يأكله حلال ولا حرام ، لأنه إنما جاء ذبحه لهذا المحرم ومن أجله ، قال مالك : وسواء إن كان أمره هذا المحرم أن يذبحه له أو لم [ ص: 446 ] يأمره ، فهو سواء إذا كان إنما ذبح الصيد من أجل هذا المحرم فلا يؤكل .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وكان مالك لا يأخذ بحديث عثمان بن عفان حين قال لأصحابه : كلوا ، وأبى أن يأكل ، وقال عثمان لأصحابه إنما صيد من أجلي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية