الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال وهو مسند ظهره إلى الكعبة من أخذ ضالة فهو ضال

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1487 1442 [ ص: 101 ] - ( مالك عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( عن سعيد بن المسيب ) بكسر الياء وفتحها ( أن عمر بن الخطاب قال وهو مسند ظهره إلى الكعبة : من أخذ ضالة فهو ضال ) عن طريق الصواب ، أو آثم ، أو ضامن إن هلكت عنده . عبر به عن الضمان للمشاكلة ، وذلك أنه إذا التقطها فلم يعرفها فقد أضر بصاحبها وصار سببا في تضليله عنها فكان مخطئا ضالا عن الحق ، وأصل هذا حديث مرفوع ، أخرجه أحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن خالد الجهني : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها " . فقيد الضلال بعدم التعريف ، فلا حجة لمن كره اللقطة مطلقا في أثر عمر هذا ، ولا في قوله صلى الله عليه وسلم : " ضالة المسلم حرق النار " . أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن الجارود العبدي ; لأن الجمهور حملوهما على من لم يعرفها جمعا بين الحديثين . وحرق بفتح الحاء والراء وقد تسكن ، أي يؤدي أخذها للتمليك إلى النار ، فهو تشبيه بليغ بحذف الأداة للمبالغة .




                                                                                                          الخدمات العلمية