الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1566 [ ص: 292 ] زاد الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: سمعت عطاء، عن ابن عباس مثله

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقول ابن عباس "ليري المشركين قوته" فيه حصر السبب فيما ذكره على ما هو المشهور في "إنما" من إفادة الحصر، وقد جاء عن ابن عباس سبب آخر وهو "سعي أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام" فيجوز أن يكون هو المقتضي لمشروعية الإسراع على ما رواه أحمد في مسنده من حديث ابن عباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند السعي فسبقه فسابقه إبراهيم عليه الصلاة والسلام" وقد ورد أيضا سبب آخر وهو سعي هاجر عليها السلام على ما صرح به البخاري، عن ابن عباس قال: "جاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام" الحديث.

                                                                                                                                                                                  وفيه: "فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها وسعت سعي إنسان مجهود حتى جاوزت الوادي" الحديث.

                                                                                                                                                                                  وفيه: "ففعلت ذلك سبع مرات" قال ابن عباس: قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "فلذلك سعى الناس بينهما" فإن كان المراد بقوله: "فلذلك سعى الناس بينهما" الإسراع في المشي فهذه العلة من نص الشارع فهي أولى ما يعلل به السعي، وإن أراد بالسعي مطلق الذهاب فلا، ويدل عليه رواية الأزرقي "فلذلك طاف الناس بين الصفا والمروة" والله أعلم.

                                                                                                                                                                                  قوله "الحميدي" بضم الحاء نسبة إلى حميد أحد أجداد عبد الله بن الزبير بن عبد الله القرشي المكي شيخ البخاري ومن أفراده، ومعنى هذه الزيادة أن الحميدي صرح بالتحديث في روايته عن عمرو بن دينار، وصرح عمرو بالسماع من عطاء بن أبي رباح، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في المستخرج.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: زاد لفظ "حدثنا" و"سمعت" بدل المعنعن، وفائدته الخروج عن الخلاف في القبول، سيما وسفيان من المدلسين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مثله" أي مثل ما روي عن ابن عباس في الحديث السابق.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية