الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( ومنها ) تجريد اسم الله سبحانه وتعالى عن اسم غيره وإن كان اسم النبي عليه الصلاة والسلام حتى لو قال بسم الله واسم الرسول لا يحل ; لقوله تعالى { وما أهل لغير الله به } وقول النبي عليه الصلاة والسلام { موطنان لا أذكر فيهما : عند العطاس ، وعند الذبح } ، وقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما جردوا التسمية عند الذبح ; ولأن المشركين يذكرون مع الله سبحانه وتعالى غيره فتجب مخالفتهم بالتجريد ، ولو قال : بسم الله ومحمد رسول الله فإن قال : ومحمد بالجر لا يحل ; لأنه أشرك في اسم الله عز شأنه اسم غيره ، وإن قال : محمد بالرفع يحل ; لأنه لم يعطفه بل استأنف فلم يوجد الإشراك إلا أنه يكره لوجود الوصل من حيث الصورة فيتصور بصورة الحرام فيكره ، وإن قال : ومحمدا بالنصب اختلف المشايخ فيه قال بعضهم : يحل ; لأنه ما عطف بل استأنف إلا أنه أخطأ في الإعراب ، وقال بعضهم : لا يحل ; لأن انتصابه بنزع الحرف الخافض كأنه قال : ومحمد فيتحقق الإشراك فلا يحل .

                                                                                                                                هذا إذا ذكر الواو فإن لم يذكر بأن قال : بسم الله محمد رسول الله فإنه يحل كيفما كان لعدم شركه .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية