والمراد من المثلة في الحديث قطع بعض الجوارح كذا قاله - رحمه الله - وقيل : إذا صلبه الإمام تركه ثلاثة أيام عبرة للخلق ، ثم يخلي بينه ، وبين أهله ; لأنه بعد الثلاث يتغير ; فيتضرر به الناس . محمد
وأما أو ينفوا من الأرض } فقد اختلف أهل التأويل فيه قال بعضهم : المراد منه ، وينفوا من الأرض بحذف الألف ، ومعناه : وينفوا من الأرض بالقتل ، والصلب إذا هو النفي من وجه الأرض حقيقة ، وهذا على قول من تأول الآية الشريفة في المحارب الذي أخذ المال ، وقيل : إن الإمام يكون مخيرا بين الأجزية الثلاثة ، والنفي من الأرض ليس غير واحد من هذه الثلاثة في التخيير ; لأن بالقتل ، والصلب يحصل النفي فكذا لا يجوز أن يجعل النفي مشاركا الأجزية الثلاثة في التخيير ; لأنه لا يزاحم القتل ; لأنه دونه بكثير ، وقيل : نفيه أن يطرد حتى يخرج من دار الإسلام ، وهو قول النفي في قوله تبارك وتعالى { الحسن .
وعن - رحمه الله - في رواية أن نفيه طلبه وبه قال إبراهيم النخعي - رحمه الله - : إنه يطلب في كل بلد ، والقولان لا يصحان ; لأنه إن طلب في البلد الذي قطع الطريق ، ونفي عنه فقد ألقى ضرره إلى بلد آخر ، وإن طلب من كل بلد من بلاد الإسلام ، ونفي عنه يدخل دار الحرب ، وفيه تعريض له على الكفر ، وجعله حربا لنا ، وهذا لا يجوز ، وعن الشافعي - رحمه الله - في رواية أخرى أنه يحبس حتى يحدث توبة ، وفيه نفي عن وجه الأرض مع قيام الحياة إلا عن الموضع الذي حبس فيه ، ومثل هذا في عرف الناس يسمى نفيا عن وجه الأرض ، وخروجا عن الدنيا كما أنشد لبعض المحبوسين النخعي
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها فلسنا من الأحياء فيها ولا الموتى إذا جاءنا السجان يوما لحاجة
عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا