nindex.php?page=treesubj&link=28974_25031_28723_29694_34230_34300nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=28974_28328_30489_30539_34096nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين
محبة العباد لله مجاز عن إرادة نفوسهم اختصاصه بالعبادة دون غيره ورغبتهم فيها، ومحبة الله عباده أن يرضى عنهم ويحمد فعلهم، والمعنى: إن كنتم مريدين لعبادة الله على الحقيقة "فاتبعوني": حتى يصح ما تدعونه من إرادة عبادته، يرض عنكم ويغفر لكم.
[ ص: 547 ] وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: زعم أقوام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فمن ادعى محبته وخالف سنة رسوله فهو كذاب، وكتاب الله يكذبه، وإذا رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكره ويطرب وينعر ويصعق فلا تشك في أنه لا يعرف ما الله ولا يدري ما محبة الله، وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسماها الله بجهله ودعارته، ثم صفق وطرب ونعر وصعق تصورها، وربما رأيت المني قد ملأ إزار ذلك المحب عند صعقته، وحمقى العامة على حواليه قد ملئوا أدرانهم بالدموع لما رققهم من حاله.
وقرئ: (تحبون)، و(يحببكم) و(يحبكم) من حبه يحبه، قال [من الطويل]:
أحب أبا ثروان من حب تمره وأعلم أن الرفق بالجار أرفق ووالله لولا تمره ما حببته
ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32فإن تولوا : يحتمل أن يكون ماضيا، وأن يكون مضارعا بمعنى: فإن تتولوا، ويدخل في جملة ما يقول الرسول لهم.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_25031_28723_29694_34230_34300nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهَ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28974_28328_30489_30539_34096nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنْ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
مَحَبَّةُ الْعِبَادِ لِلَّهِ مَجَازٌ عَنْ إِرَادَةِ نُفُوسِهِمُ اخْتِصَاصَهُ بِالْعِبَادَةِ دُونَ غَيْرِهِ وَرَغْبَتِهِمْ فِيهَا، وَمَحَبَّةُ اللَّهِ عِبَادَهُ أَنْ يَرْضَى عَنْهُمْ وَيَحْمَدَ فِعْلَهُمْ، وَالْمَعْنَى: إِنْ كُنْتُمْ مُرِيدِينَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ "فَاتَّبِعُونِي": حَتَّى يَصِحَّ مَا تَدَّعُونَهُ مِنْ إِرَادَةِ عِبَادَتِهِ، يَرْضَ عَنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ.
[ ص: 547 ] وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: زَعَمَ أَقْوَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ اللَّهَ فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ لِقَوْلِهِمْ تَصْدِيقًا مِنْ عَمَلٍ، فَمَنِ ادَّعَى مَحَبَّتَهُ وَخَالَفَ سُنَّةَ رَسُولِهِ فَهُوَ كَذَّابٌ، وَكِتَابُ اللَّهِ يُكَذِّبُهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ يَذْكُرُ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَيُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ مَعَ ذِكْرِهِ وَيَطْرَبُ وَيَنْعَرُ وَيُصْعَقُ فَلَا تَشُكُّ فِي أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ مَا اللَّهُ وَلَا يَدْرِي مَا مَحَبَّةُ اللَّهِ، وَمَا تَصْفِيقُهُ وَطَرَبُهُ وَنَعْرَتُهُ وَصَعْقَتُهُ إِلَّا أَنَّهُ تَصَوَّرَ فِي نَفْسِهِ الْخَبِيثَةِ صُورَةً مُسْتَمْلَحَةً مُعْشَقَةً فَسَمَّاهَا اللَّهَ بِجَهْلِهِ وَدَعَارَتِهِ، ثُمَّ صَفَّقَ وَطَرِبَ وَنَعَرَ وَصُعِقَ تَصَوَّرَهَا، وَرُبَّمَا رَأَيْتَ الْمَنِيَّ قَدْ مَلَأَ إِزَارَ ذَلِكَ الْمُحِبِّ عِنْدَ صَعْقَتِهِ، وَحَمْقَى الْعَامَّةِ عَلَى حَوَالَيْهِ قَدْ مَلَئُوا أَدْرَانَهُمْ بِالدُّمُوعِ لِمَا رَقَّقَهُمْ مِنْ حَالِهِ.
وَقُرِئَ: (تَحُبُّونَ)، وَ(يَحْبَبْكُمْ) وَ(يَحُبُّكُمْ) مِنْ حَبَّهُ يَحُبُّهُ، قَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
أَحُبُّ أَبَا ثَرْوَانَ مِنْ حُبِّ تَمْرِهِ وَأَعْلَمُ أَنَّ الرِّفْقَ بِالْجَارِ أَرْفَقُ وَوَاللَّهِ لَوْلَا تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ
وَلَا كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ وَمُشْرِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32فَإِنْ تَوَلَّوْا : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَاضِيًا، وَأَنْ يَكُونَ مُضَارِعًا بِمَعْنَى: فَإِنْ تَتَوَلَّوْا، وَيَدْخُلُ فِي جُمْلَةِ مَا يَقُولُ الرَّسُولُ لَهُمْ.