[ ص: 400 ] سورة التين
مكية، آياتها ثمان
نزلت بعد البروج
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29066_32446_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1والتين والزيتون nindex.php?page=treesubj&link=29066_32416_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين nindex.php?page=treesubj&link=29066_31577_33010_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين nindex.php?page=treesubj&link=29066_32404nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم nindex.php?page=treesubj&link=29066_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين nindex.php?page=treesubj&link=29066_29680_30495_30503_34134_34141nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون nindex.php?page=treesubj&link=29066_28760_30549nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين nindex.php?page=treesubj&link=29066_28723_30364_34089nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين
أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة، وروي:
أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه: "كلوا، فلو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه، لأن nindex.php?page=treesubj&link=30387_30413_28772فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها. فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس ".
nindex.php?page=hadith&LINKID=932455ومر nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة ". وسمعته يقول: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=907616هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي " وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه -: هو تينكم هذا وزيتونكم. وقيل: جبلان من الأرض المقدسة يقال لهما
[ ص: 401 ] بالسريانية: طورتينا وطورزيتا، لأنهما منبتا التين والزيتون. وقيل: "التين" جبال ما بين
حلوان وهمدان . و"الزيتون" جبال
الشام ، لأنها منابتهما، كأنه قيل: ومنابت التين والزيتون. وأضيف الطور: وهو الجبل، إلى سينين: وهي البقعة. ونحو سينون: يبرون، في جواز الإعراب بالواو والياء، والإقرار على الياء، وتحريك النون بحركات الإعراب. وللبلد:
مكة حماها الله. والأمين: من أمن الرجل أمانة فهو أمين. وقيل: أمان، كما قيل: كرام في كريم. وأمانته: أن يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه، ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول، من أمنه لأنه مأمون الغوائل، كما وصف بالأمن في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57حرما آمنا [القصص: 57]. بمعنى ذي أمن: ومعنى القسم بهذه الأشياء: الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة بسكنى الأنبياء والصالحين. فمنبت التين والزيتون مهاجر
إبراهيم ومولد
عيسى ومنشؤه، والطور: المكان الذي نودي منه
موسى .
ومكة : مكان البيت الذي هو هدى للعالمين، ومولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4في أحسن تقويم في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية لأعضائه. ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية: أن رددناه أسفل من سفل خلقا وتركيبا، يعني: أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة، وهم أصحاب النار أو أسفل من سفل من أهل الدركات. أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل من سفل في حسن الصورة والشكل: حيث نكسناه في خلقه، فقوس ظهره بعد اعتداله، وابيض شعره بعد سواده، وتشنن جلده وكان بضا وكل سمعه وبصره وكانا حديدين، وتغير كل شيء منه: فمشيه دليف، وصوته خفات، وقوته ضعف، وشهامته خرف. وقرأ
عبد الله: "أسفل السافلين". فإن قلت: فكيف الاستثناء على المذهبين؟ قلت: هو على الأول متصل
[ ص: 402 ] ظاهر الاتصال، وعلى الثاني: منقطع. يعني: ولكن الذين كانوا صالحين من الهرمى فلهم ثواب دائم غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة والهرم، وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة على تخاذل نهوضهم. فإن قلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك من المخاطب به؟ قلت: هو خطاب للإنسان على طريقة الالتفات، أي: فما يجعلك كاذبا بسبب الدين وإنكاره بعد هذا الدليل، يعني: أنك تكذب إذا كذبت بالجزاء، لأن كل مكذب بالحق فهو كاذب، فأي شيء يضطرك إلى أن تكون كاذبا بسبب تكذيب الجزاء. والباء مثلها في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100الذين يتولونه والذين هم به مشركون [النحل: 100]. والمعنى: أن خلق الإنسان من نطفة، وتقويمه بشرا سويا وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي، ثم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر: لا ترى دليلا أوضح منه على قدرة الخالق، وأن من قدر من الإنسان على هذا كله: لم يعجز عن إعادته، فما سبب تكذيبك أيها الإنسان بالجزاء بعد هذا الدليل القاطع. وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين وعيد للكفار، وأنه يحكم عليهم بما هم أهله. وعن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665640أنه كان إذا قرأها قال: "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين".
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة [التين] أعطاه الله خصلتين: العافية واليقين ما دام في دار الدنيا، وإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة ".
[ ص: 400 ] سُورَةُ التِّينِ
مَكِّيَّةٌ، آيَاتُهَا ثَمَانٍ
نَزَلَتْ بَعْدَ الْبُرُوجِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29066_32446_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ nindex.php?page=treesubj&link=29066_32416_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29066_31577_33010_33062nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ nindex.php?page=treesubj&link=29066_32404nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=29066_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29066_29680_30495_30503_34134_34141nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ nindex.php?page=treesubj&link=29066_28760_30549nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ nindex.php?page=treesubj&link=29066_28723_30364_34089nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ
أَقْسَمَ بِهِمَا لِأَنَّهُمَا عَجِيبَانِ مِنْ بَيْنِ أَصْنَافِ الْأَشْجَارِ الْمُثْمِرَةِ، وَرُوِيَ:
أَنَّهُ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَبَقٌ مِنْ تِينٍ فَأَكَلَ مِنْهُ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "كُلُوا، فَلَوْ قُلْتُ: إِنَّ فَاكِهَةً نَزَلَتْ مِنَ الْجَنَّةِ لَقُلْتُ هَذِهِ، لِأَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=30387_30413_28772فَاكِهَةَ الْجَنَّةِ بِلَا عَجَمٍ، فَكُلُوهَا. فَإِنَّهَا تَقْطَعُ الْبَوَاسِيرَ وَتَنْفَعُ مِنَ النِّقْرِسِ ".
nindex.php?page=hadith&LINKID=932455وَمَرَّ nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِشَجَرَةِ الزَّيْتُونِ فَأَخَذَ مِنْهَا قَضِيبًا وَاسْتَاكَ بِهِ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "نِعْمَ السِّوَاكُ الزَّيْتُونُ مِنَ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ يُطَيِّبُ الْفَمَ وَيُذْهِبُ بِالْحُفْرَةِ ". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=907616هِيَ سِوَاكِي وَسِوَاكُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي " وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: هُوَ تِينُكُمْ هَذَا وَزَيْتُونُكُمْ. وَقِيلَ: جَبَلَانِ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ يُقَالُ لَهُمَا
[ ص: 401 ] بِالسُّرْيَانِيَّةِ: طُورِتِينَا وَطُورِزِيتَا، لِأَنَّهُمَا مَنْبَتَا التِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَقِيلَ: "التِّينُ" جِبَالٌ مَا بَيْنَ
حُلْوَانَ وَهَمْدَانَ . وَ"الزَّيْتُونُ" جِبَالُ
الشَّامِ ، لِأَنَّهَا مَنَابِتُهُمَا، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَمَنَابِتُ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَأُضِيفَ الطُّورُ: وَهُوَ الْجَبَلُ، إِلَى سِينِينَ: وَهِيَ الْبُقْعَةُ. وَنَحْوَ سِينُونَ: يَبْرُونُ، فِي جَوَازِ الْإِعْرَابِ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَالْإِقْرَارُ عَلَى الْيَاءِ، وَتَحْرِيكِ النُّونِ بِحَرَكَاتِ الْإِعْرَابِ. وَلِلْبَلَدِ:
مَكَّةُ حَمَاهَا اللَّهُ. وَالْأَمِينُ: مِنْ أَمِنَ الرَّجُلُ أَمَانَةً فَهُوَ أَمِينٌ. وَقِيلَ: أَمَانٌ، كَمَا قِيلَ: كِرَامٌ فِي كِرِيمٍ. وَأَمَانَتُهُ: أَنْ يَحْفَظَ مَنْ دَخَلَهُ كَمَا يَحْفَظُ الْأَمِينُ مَا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعِيلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنْ أَمِنَهُ لِأَنَّهُ مَأْمُونُ الْغَوَائِلِ، كَمَا وُصِفَ بِالْأَمْنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57حَرَمًا آمِنًا [الْقَصَصِ: 57]. بِمَعْنَى ذِي أَمْنٍ: وَمَعْنَى الْقَسَمِ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ: الْإِبَانَةُ عَنْ شَرَفِ الْبِقَاعِ الْمُبَارَكَةِ وَمَا ظَهَرَ فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ بِسُكْنَى الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ. فَمَنْبَتُ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ مُهَاجَرُ
إِبْرَاهِيمَ وَمَوْلِدُ
عِيسَى وَمَنْشَؤُهُ، وَالطُّورُ: الْمَكَانُ الَّذِي نُودِيَ مِنْهُ
مُوسَى .
وَمَكَّةُ : مَكَانُ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ هُدًى لِلْعَالِمِينَ، وَمَوْلِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَبْعَثُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ فِي أَحْسَنِ تَعْدِيلٍ لِشَكْلِهِ وَصُورَتِهِ وَتَسْوِيَةٍ لِأَعْضَائِهِ. ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ حِينَ لَمْ يَشْكُرْ نِعْمَةَ تِلْكَ الْخِلْقَةِ الْحَسَنَةِ الْقَوِيمَةِ السَّوِيَّةِ: أَنْ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ خَلْقًا وَتَرْكِيبًا، يَعْنِي: أَقْبَحَ مَنْ قَبُحَ صُورَةً وَأَشْوَهَهُ خِلْقَةً، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ أَوْ أَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ مِنْ أَهْلِ الدَّرَكَاتِ. أَوْ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّقْوِيمِ وَالتَّحْسِينِ أَسْفَلَ مَنْ سَفُلَ فِي حُسْنِ الصُّورَةِ وَالشَّكْلِ: حَيْثُ نَكَّسْنَاهُ فِي خَلْقِهِ، فَقُوِّسَ ظَهْرُهُ بَعْدَ اعْتِدَالِهِ، وَابْيَضَّ شَعْرُهُ بَعْدَ سَوَادِهِ، وَتَشَنَّنَ جِلْدُهُ وَكَانَ بَضًّا وَكَلَّ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَكَانَا حَدِيدَيْنِ، وَتَغَيَّرَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ: فَمَشْيُهُ دَلِيفٌ، وَصَوْتُهُ خُفَاتٌ، وَقُوَّتُهُ ضَعْفٌ، وَشَهَامَتُهُ خَرَفٌ. وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ: "أَسْفَلَ السَّافِلِينَ". فَإِنْ قُلْتَ: فَكَيْفَ الِاسْتِثْنَاءُ عَلَى الْمَذْهَبَيْنِ؟ قُلْتُ: هُوَ عَلَى الْأَوَّلِ مُتَّصِلٌ
[ ص: 402 ] ظَاهِرُ الِاتِّصَالِ، وَعَلَى الثَّانِي: مُنْقَطِعٌ. يَعْنِي: وَلَكِنِ الَّذِينَ كَانُوا صَالِحِينَ مِنَ الْهَرْمَى فَلَهُمْ ثَوَابٌ دَائِمٌ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ عَلَى طَاعَتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ عَلَى ابْتِلَاءِ اللَّهِ بِالشَّيْخُوخَةِ وَالْهَرَمِ، وَعَلَى مُقَاسَاةِ الْمَشَاقِّ وَالْقِيَامِ بِالْعِبَادَةِ عَلَى تَخَاذُلِ نُهُوضِهِمْ. فَإِنْ قُلْتَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ مَنِ الْمُخَاطَبُ بِهِ؟ قُلْتُ: هُوَ خِطَابٌ لِلْإِنْسَانِ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ، أَيْ: فَمَا يَجْعَلُكَ كَاذِبًا بِسَبَبِ الدَّيْنِ وَإِنْكَارِهِ بَعْدَ هَذَا الدَّلِيلِ، يَعْنِي: أَنَّكَ تُكَذِّبُ إِذَا كَذَّبْتَ بِالْجَزَاءِ، لِأَنَّ كُلَّ مُكَذِّبٍ بِالْحَقِّ فَهُوَ كَاذِبٌ، فَأَيُّ شَيْءٍ يَضْطَرُّكَ إِلَى أَنْ تَكُونَ كَاذِبًا بِسَبَبِ تَكْذِيبِ الْجَزَاءِ. وَالْبَاءُ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النَّحْلِ: 100]. وَالْمَعْنَى: أَنَّ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ نُطْفَةٍ، وَتَقْوِيمَهُ بَشَرًا سَوِيًّا وَتَدْرِيجَهُ فِي مَرَاتِبِ الزِّيَادَةِ إِلَى أَنْ يَكْمُلَ وَيَسْتَوِيَ، ثُمَّ تَنْكِيسَهُ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ أَرْذَلَ الْعُمْرِ: لَا تَرَى دَلِيلًا أَوْضَحَ مِنْهُ عَلَى قُدْرَةِ الْخَالِقِ، وَأَنَّ مَنْ قَدَرَ مِنَ الْإِنْسَانِ عَلَى هَذَا كُلِّهِ: لَمْ يَعْجِزْ عَنْ إِعَادَتِهِ، فَمَا سَبَبُ تَكْذِيبِكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بِالْجَزَاءِ بَعْدَ هَذَا الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ. وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ وَعِيدٌ لِلْكُفَّارِ، وَأَنَّهُ يَحْكُمُ عَلَيْهِمْ بِمَا هُمْ أَهْلُهُ. وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665640أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَهَا قَالَ: "بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ".
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ [التِّينِ] أَعْطَاهُ اللَّهُ خَصْلَتَيْنِ: الْعَافِيَةَ وَالْيَقِينَ مَا دَامَ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَإِذَا مَاتَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ ".