[ ص: 411 ] سورة [البينة]
مكية، وقيل: مدنية، وآياتها ثمان
نزلت بعد [الطلاق]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29069_31048_34202_34274nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=1لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة nindex.php?page=treesubj&link=29069_31011_34225nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=2رسول من الله يتلو صحفا مطهرة nindex.php?page=treesubj&link=29069_34225nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فيها كتب قيمة nindex.php?page=treesubj&link=29069_31048_32424_32429_34274nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة nindex.php?page=treesubj&link=29069_1331_2652_28633_28639_28644_28662_30513_32416_32429_32946_34189nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة nindex.php?page=treesubj&link=29069_30428_30431_30437_30443_30539_31048nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=6إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية nindex.php?page=treesubj&link=29069_29680_30495_30503_34134_34135nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية nindex.php?page=treesubj&link=29069_19624_19995_29680_30384_30386_30387_34135_34513nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
كان الكفار من الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأصنام يقولون قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم: لا ننفك مما نحن عليه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والإنجيل، وهو
محمد صلى الله عليه وسلم، فحكى الله تعالى ما كانوا يقولونه ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وما تفرق الذين أوتوا الكتاب يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق: إذا جاءهم الرسول، ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرهم على الكفر إلا مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم; ونظيره في الكلام أن يقول الفقير الفاسق لمن يعظه: لست بمنفك مما أنا فيه حتى يرزقني الله الغنى، فيرزقه الله الغنى فيزداد فسقا، فيقول واعظه: لم تكن منفكا عن الفسق حتى توسر، وما غمست رأسك في الفسق إلا بعد اليسار: يذكره ما كان يقوله توبيخا وإلزاما. وانفكاك الشيء من الشيء. أن يزايله بعد التحامه به، كالعظم إذا انفك من مفصله; والمعنى: أنهم متشبثون بدينهم ولا يتركونه إلا عند مجيء البينة. و "البينة" الحجة الواضحة. و "رسول" بدل من البينة. وفي قراءة
عبد الله : رسولا حالا من البينة "صحفا" قراطيس "مطهرة" من
[ ص: 412 ] الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فيها كتب مكتوبات "قيمة" مستقيمة ناطقة بالحق والعدل; والمراد بتفرقهم: تفرقهم عن الحق وانقشاعهم عنه. أو تفرقهم فرقا; فمنهم من آمن، ومنهم من أنكر، وقال: ليس به; ومنهم من عرف وعاند. فإن قلت: لم جمع بين أهل الكتاب 2 والمشركين أولا ثم أفرد أهل الكتاب في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ؟ قلت: لأنهم كانوا على علم به لوجوده في كتبهم، فإذا وصفوا بالتفرق عنه كان من لا كتاب له أدخل في هذا الوصف
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وما أمروا يعني في التوراة والإنجيل إلا بالدين الحنيفي، ولكنهم حرفوا وبدلوا.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وذلك دين القيمة أي: دين الملة القيمة. وقرئ: وذلك الدين القيمة على تأويل الدين بالملة. فإن قلت: ما وجه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وما أمروا إلا ليعبدوا الله ؟ قلت: معناه: وما أمروا بما في الكتابين إلا لأجل أن يعبدوا الله على هذه الصفة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "إلا أن يعبدوا"، بمعنى: بأن يعبدوا. قرأ نافع: "البريئة" بالهمز; والقراء على التخفيف. والنبي، والبرية: مما استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل. وقرئ: خيار البرية جمع خير، كجياد وطياب: في جمع جيد وطيب.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ [لم يكن] كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقبلا ".
[ ص: 411 ] سُورَةُ [الْبَيِّنَةِ]
مَكِّيَّةٌ، وَقِيلَ: مَدَنِيَّةُ، وَآيَاتُهَا ثَمَانٍ
نَزَلَتْ بَعْدَ [الطَّلَاقِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29069_31048_34202_34274nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=1لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29069_31011_34225nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=2رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً nindex.php?page=treesubj&link=29069_34225nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29069_31048_32424_32429_34274nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29069_1331_2652_28633_28639_28644_28662_30513_32416_32429_32946_34189nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ nindex.php?page=treesubj&link=29069_30428_30431_30437_30443_30539_31048nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ nindex.php?page=treesubj&link=29069_29680_30495_30503_34134_34135nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ nindex.php?page=treesubj&link=29069_19624_19995_29680_30384_30386_30387_34135_34513nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
كَانَ الْكُفَّارُ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعَبَدَةِ الْأَصْنَامِ يَقُولُونَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا نَنْفَكُّ مِمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ دِينِنَا وَلَا نَتْرُكُهُ حَتَّى يُبْعَثَ النَّبِيُّ الْمَوْعُودُ الَّذِي هُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَهُوَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَكَى اللَّهُ تَعَالَى مَا كَانُوا يَقُولُونَهُ ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَعْنِي أَنَّهُمْ كَانُوا يَعِدُونَ اجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ وَالِاتِّفَاقَ عَلَى الْحَقِّ: إِذَا جَاءَهُمُ الرَّسُولُ، ثُمَّ مَا فَرَّقَهُمْ عَنِ الْحَقِّ وَلَا أَقَرَّهُمْ عَلَى الْكُفْرِ إِلَّا مَجِيءُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; وَنَظِيرُهُ فِي الْكَلَامِ أَنْ يَقُولَ الْفَقِيرُ الْفَاسِقُ لِمَنْ يَعِظُهُ: لَسْتُ بِمُنْفَكٍّ مِمَّا أَنَا فِيهِ حَتَّى يَرْزُقَنِي اللَّهُ الْغِنَى، فَيَرْزُقُهُ اللَّهُ الْغِنَى فَيَزْدَادُ فِسْقًا، فَيَقُولُ وَاعِظُهُ: لَمْ تَكُنْ مُنْفَكًّا عَنِ الْفِسْقِ حَتَّى تُوسِرَ، وَمَا غَمَسْتَ رَأْسَكَ فِي الْفِسْقِ إِلَّا بَعْدَ الْيَسَارِ: يُذَكِّرُهُ مَا كَانَ يَقُولُهُ تَوْبِيخًا وَإِلْزَامًا. وَانْفِكَاكُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ. أَنْ يُزَايِلَهُ بَعْدَ الْتِحَامِهِ بِهِ، كَالْعَظْمِ إِذَا انْفَكَّ مِنْ مِفْصَلِهِ; وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ مُتَشَبِّثُونَ بِدِينِهِمْ وَلَا يَتْرُكُونَهُ إِلَّا عِنْدَ مَجِيءِ الْبَيِّنَةِ. وَ "الْبَيِّنَةُ" الْحُجَّةُ الْوَاضِحَةُ. وَ "رَسُولٌ" بَدَلٌ مِنَ الْبَيِّنَةِ. وَفِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ : رَسُولًا حَالًا مِنَ الْبَيِّنَةِ "صُحُفًا" قَرَاطِيسَ "مُطَهَّرَةَ" مِنْ
[ ص: 412 ] الْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فِيهَا كُتُبٌ مَكْتُوبَاتٌ "قَيِّمَةٌ" مُسْتَقِيمَةٌ نَاطِقَةٌ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ; وَالْمُرَادُ بِتَفَرُّقِهِمْ: تَفَرُّقُهُمْ عَنِ الْحَقِّ وَانْقِشَاعُهُمْ عَنْهُ. أَوْ تَفَرُّقُهُمْ فِرَقًا; فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ، وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ; وَمِنْهُمْ مَنْ عَرَفَ وَعَانَدَ. فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ جَمَعَ بَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ 2 وَالْمُشْرِكِينَ أَوَّلًا ثُمَّ أَفْرَدَ أَهْلَ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=4وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ؟ قُلْتُ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى عِلْمٍ بِهِ لِوُجُودِهِ فِي كُتُبِهِمْ، فَإِذَا وُصِفُوا بِالتَّفَرُّقِ عَنْهُ كَانَ مَنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَدْخَلَ فِي هَذَا الْوَصْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَمَا أُمِرُوا يَعْنِي فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ إِلَّا بِالدِّينِ الْحَنِيفِيِّ، وَلَكِنَّهُمْ حَرَّفُوا وَبَدَّلُوا.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ أَيْ: دِينُ الْمِلَّةِ الْقَيِّمَةِ. وَقُرِئَ: وَذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمَةُ عَلَى تَأْوِيلِ الدِّينِ بِالْمِلَّةِ. فَإِنْ قُلْتَ: مَا وَجْهُ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ: وَمَا أُمِرُوا بِمَا فِي الْكِتَابَيْنِ إِلَّا لِأَجْلِ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "إِلَّا أَنْ يَعْبُدُوا"، بِمَعْنَى: بِأَنْ يَعْبُدُوا. قَرَأَ نَافِعٌ: "الْبَرِيئَةِ" بِالْهَمْزِ; وَالْقُرَّاءُ عَلَى التَّخْفِيفِ. وَالنَّبِيُّ، وَالْبَرِيَّةُ: مِمَّا اسْتَمَرَّ الِاسْتِعْمَالُ عَلَى تَخْفِيفِهِ وَرَفْضِ الْأَصْلِ. وَقُرِئَ: خِيَارُ الْبَرِيَّةِ جَمْعُ خَيِّرٍ، كَجِيَادٍ وَطِيَابٍ: فِي جَمْعٍ جَيِّدٍ وَطَيِّبٍ.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ [لَمْ يَكُنْ] كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ مَسَاءً وَمُقْبِلًا ".