[ ص: 421 ] سورة القارعة
مكية، وآياتها
نزلت بعد [قريش]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30349_30362_32437nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30362_31757_32437_34257nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=treesubj&link=29072_29680nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=treesubj&link=29072_30428_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية
الظرف نصب بمضمر دلت عليه القارعة، أي: تقرع
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة، والتطاير إلى الداعي من كل جانب، كما يتطاير الفراش إلى النار. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15626جرير [من الكامل]:
إن الفرزدق ما علمت وقومه مثل الفراش غشين نار المصطلي
وفي أمثالهم: أضعف من فراشة وأذل وأجهل. وسمي فراشا: لتفرشه وانتشاره. وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألوانا; لأنها ألوان، وبالمنفوش منه; لتفرق أجزائها. وقرأ ابن مسعود: "كالصوف". الموازين: جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله. أو جمع ميزان. وثقلها: رجحانها. ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر - رضي الله عنهما - في وصيته له: "وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الحق وثقلها في الدنيا، وحق لميزان لا توضع فيه إلا الحسنات أن يثقل، وإنما خفت موازين من خفت
[ ص: 422 ] موازينه لاتباعهم الباطل وخفتها في الدنيا، وحق لميزان لا توضع فيه السيئات أن يخف "
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة: هوت أمه; لأنه إذا هوى أي: سقط وهلك، فقد هوت أمه ثكلا وحزنا قال: [الطويل]
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يرد الليل حين يئوب
فكأنه قيل: وأما من خفت موازينه فقد هلك. وقيل: "هاوية" من أسماء النار، وكأنها النار العميقة لهوى أهل النار فيها مهوى بعيدا، كما روي: "يهوي فيها سبعين خريفا" أي: فمأواه النار. وقيل: للمأوى: أم، على التشبيه; لأن الأم مأوى
[ ص: 423 ] الولد ومفزعه. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : فأمه هاوية، أي: فأم رأسه هاوية في قعر جهنم، لأنه يطرح فيها منكوسا "هيه" ضمير الداهية التي دل عليها قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية في التفسير الأول. أو ضمير هاوية، والهاء للسكت، وإذا وصل القارئ حذفها. وقيل: حقه أن لا يدرج لئلا يسقطها الإدراج، لأنها ثابتة في المصحف. وقد أجيز إثباتها مع الوصل.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة [القارعة] ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة " 2 .
[ ص: 421 ] سُورَةُ الْقَارِعَةِ
مَكِّيَّةٌ، وَآيَاتُهَا
نَزَلَتْ بَعْدَ [قُرَيْشٍ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30291nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30349_30362_32437nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30296_30362_31757_32437_34257nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_29680nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30358nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30428_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=treesubj&link=29072_30434_30539nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ
الظَّرْفُ نُصِبَ بِمُضْمَرٍ دَلَّتْ عَلَيْهِ الْقَارِعَةُ، أَيْ: تَقْرَعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ شَبَّهَهُمْ بِالْفَرَاشِ فِي الْكَثْرَةِ وَالِانْتِشَارِ وَالضَّعْفِ وَالذِّلَّةِ، وَالتَّطَايُرِ إِلَى الدَّاعِي مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، كَمَا يَتَطَايَرُ الْفَرَاشُ إِلَى النَّارِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15626جَرِيرٌ [مِنَ الْكَامِلِ]:
إِنَّ الْفَرَزْدَقَ مَا عَلِمْتُ وَقَوْمَهُ مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشِينَ نَارَ الْمُصْطَلِي
وَفِي أَمْثَالِهِمْ: أَضْعَفُ مِنْ فَرَاشَةٍ وَأَذَلُّ وَأَجْهَلُ. وَسُمِّيَ فَرَاشًا: لِتَفَرُّشِهِ وَانْتِشَارِهِ. وَشَبَّهَ الْجِبَالَ بِالْعِهْنِ وَهُوَ الصُّوفُ الْمُصَبَّغُ أَلْوَانًا; لِأَنَّهَا أَلْوَانٌ، وَبِالْمَنْفُوشِ مِنْهُ; لِتَفَرُّقِ أَجْزَائِهَا. وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: "كَالصُّوفِ". الْمَوَازِينُ: جَمْعُ مَوْزُونٌ وَهُوَ الْعَمَلُ الَّذِي لَهُ وَزْنٌ وَخَطَرٌ عِنْدَ اللَّهِ. أَوْ جَمْعُ مِيزَانٍ. وَثِقَلُهَا: رُجْحَانُهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ: "وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ وَثِقَلِهَا فِي الدُّنْيَا، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لَا تُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَسَنَاتُ أَنْ يَثْقُلَ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ
[ ص: 422 ] مَوَازِينُهُ لِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ وَخِفَّتِهَا فِي الدُّنْيَا، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لَا تُوضَعُ فِيهِ السَّيِّئَاتُ أَنْ يَخِفَّ "
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ إِذَا دَعَوْا عَلَى الرَّجُلِ بِالْهَلَكَةِ: هَوَتْ أُمُّهُ; لِأَنَّهُ إِذَا هَوَى أَيْ: سَقَطَ وَهَلَكَ، فَقَدْ هَوَتْ أُمُّهُ ثُكْلًا وَحُزْنًا قَالَ: [الطَّوِيلِ]
هَوَتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادِيًا وَمَاذَا يَرُدُّ اللَّيْلُ حِينَ يَئُوبُ
فَكَأَنَّهُ قِيلَ: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَقَدْ هَلَكَ. وَقِيلَ: "هَاوِيَةٌ" مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ، وَكَأَنَّهَا النَّارُ الْعَمِيقَةُ لِهَوَى أَهْلِ النَّارِ فِيهَا مَهْوًى بَعِيدًا، كَمَا رُوِيَ: "يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا" أَيْ: فَمَأْوَاهُ النَّارُ. وَقِيلَ: لِلْمَأْوَى: أُمٌّ، عَلَى التَّشْبِيهِ; لِأَنَّ الْأُمَّ مَأْوَى
[ ص: 423 ] الْوَلَدِ وَمَفْزَعُهُ. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ : فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، أَيْ: فَأُمُّ رَأْسِهِ هَاوِيَةٌ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ، لِأَنَّهُ يُطْرَحُ فِيهَا مَنْكُوسًا "هِيَهْ" ضَمِيرُ الدَّاهِيَةِ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ فِي التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ. أَوْ ضَمِيرُ هَاوِيَةٌ، وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ، وَإِذَا وَصَلَ الْقَارِئُ حَذَفَهَا. وَقِيلَ: حَقُّهُ أَنْ لَا يُدْرِجَ لِئَلَّا يُسْقِطَهَا الْإِدْرَاجُ، لِأَنَّهَا ثَابِتَةٌ فِي الْمُصْحَفِ. وَقَدِ أُجِيزَ إِثْبَاتُهَا مَعَ الْوَصْلِ.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ [الْقَارِعَةِ] ثَقَّلَ اللَّهُ بِهَا مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " 2 .