[ ص: 409 ] سورة [القدر]
مكية وقيل مدنية، وآياتها خمس
نزلت بعد [عبس]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_28860_34367nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وما أدراك ما ليلة القدر nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3ليلة القدر خير من ألف شهر nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_29747_34513nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=4تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=5سلام هي حتى مطلع الفجر
عظم القرآن من ثلاثة أوجه: أحدها: أن أسند إنزاله إليه وجعله مختصا به دون غيره; والثاني: أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر شهادة له بالنباهة والاستغناء عن التنبيه عليه; والثالث: الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه. روي أنه أنزل جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. وأملاه
جبريل على السفرة، ثم كان ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : المعنى إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، واختلفوا في وقتها فأكثرهم على أنها في شهر رمضان في العشر الأواخر في أوتارها. وأكثر القول أنها السابعة منها; ولعل الداعي إلى إخفائها أن يحيي من يريدها الليالي الكثيرة: طلبا لموافقتها، فتكثر عبادته ويتضاعف ثوابه، وأن لا يتكل الناس عند إظهارها على إصابة الفضل فيها فيفرطوا في غيرها.
nindex.php?page=treesubj&link=26776ومعنى ليلة القدر : ليلة تقدير الأمور وقضائها، ومن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فيها يفرق كل أمر حكيم [الدخان: 4]. وقيل: سميت بذلك لخطرها وشرفها على سائر الليالي
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وما أدراك ما ليلة القدر يعني: ولم تبلغ درايتك غاية فضلها ومنتهى علو قدرها، ثم بين ذلك بأنها خير من ألف شهر، وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من المصالح الدينية التي ذكرها: من تنزل الملائكة والروح، وفصل كل أمر حكيم، وذكر في تخصيص هذه المدة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المؤمنون من ذلك، وتقاصرت إليهم أعمالهم، فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك الغازي. [ ص: 410 ] وقيل: إن الرجل فيما مضى ما كان يقال له عابد حتى يعبد الله ألف شهر، فأعطوا ليلة إن أحيوها كانوا أحق بأن يسموا عابدين من أولئك العباد. "تنزل" إلى السماء الدنيا، وقيل: إلى الأرض "والروح"
جبريل . وقيل: خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة.
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=4من كل أمر أي: تتنزل من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل. وقرئ: من كل امرئ أي: من أجل كل إنسان. وقيل: لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة.
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=5سلام هي ما هي إلا سلامة، أي: لا يقدر الله فيها إلا السلامة والخير، ويقضي في غيرها بلاء وسلامة. أو: ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين. وقرئ: مطلع بفتح اللام وكسرها.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة القدر أعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر ".
[ ص: 409 ] سُورَةُ [الْقَدْرِ]
مَكِّيَّةٌ وَقِيلَ مَدَنِيَّةٌ، وَآيَاتُهَا خَمْسٌ
نَزَلَتْ بَعْدَ [عَبَسَ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_28860_34367nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_29747_34513nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=4تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=5سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
عَظُمَ الْقُرْآنُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ أَسْنَدَ إِنْزَالَهُ إِلَيْهِ وَجَعَلَهُ مُخْتَصًّا بِهِ دُونَ غَيْرِهِ; وَالثَّانِي: أَنَّهُ جَاءَ بِضَمِيرِهِ دُونَ اسْمِهِ الظَّاهِرِ شَهَادَةً لَهُ بِالنَّبَاهَةِ وَالِاسْتِغْنَاءِ عَنِ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ; وَالثَّالِثُ: الرَّفْعُ مِنْ مِقْدَارِ الْوَقْتِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ. رُوِيَ أَنَّهُ أُنْزِلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا. وَأَمْلَاهُ
جِبْرِيلُ عَلَى السَّفَرَةِ، ثُمَّ كَانَ يُنْزِلُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُجُومًا فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ : الْمَعْنَى إِنَّا ابْتَدَأْنَا إِنْزَالَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاخْتَلَفُوا فِي وَقْتِهَا فَأَكْثَرُهُمْ عَلَى أَنَّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي أَوْتَارِهَا. وَأَكْثَرُ الْقَوْلِ أَنَّهَا السَّابِعَةُ مِنْهَا; وَلَعَلَّ الدَّاعِيَ إِلَى إِخْفَائِهَا أَنْ يُحْيِيَ مَنْ يُرِيدُهَا اللَّيَالِيَ الْكَثِيرَةَ: طَلَبًا لِمُوَافَقَتِهَا، فَتَكْثُرُ عِبَادَتُهُ وَيَتَضَاعَفُ ثَوَابُهُ، وَأَنْ لَا يَتَّكِلُ النَّاسُ عِنْدَ إِظْهَارِهَا عَلَى إِصَابَةِ الْفَضْلِ فِيهَا فَيُفَرِّطُوا فِي غَيْرِهَا.
nindex.php?page=treesubj&link=26776وَمَعْنَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ : لَيْلَةُ تَقْدِيرِ الْأُمُورِ وَقَضَائِهَا، وَمِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدُّخَانِ: 4]. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِخَطَرِهَا وَشَرَفِهَا عَلَى سَائِرِ اللَّيَالِي
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَعْنِي: وَلَمْ تَبْلُغْ دِرَايَتُكَ غَايَةَ فَضْلِهَا وَمُنْتَهَى عُلُوِّ قَدْرِهَا، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ بِأَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَسَبَبُ ارْتِقَاءِ فَضْلِهَا إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ مَا يُوجَدُ فِيهَا مِنَ الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الَّتِي ذَكَرَهَا: مِنْ تَنَزُّلِ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَفَصْلِ كُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، وَذُكِرَ فِي تَخْصِيصِ هَذِهِ الْمُدَّةِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَبِسَ السِّلَاحَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَلْفَ شَهْرٍ، فَعَجِبَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ ذَلِكَ، وَتَقَاصَرَتْ إِلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ، فَأُعْطَوْا لَيْلَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُدَّةِ ذَلِكَ الْغَازِي. [ ص: 410 ] وَقِيلَ: إِنَّ الرَّجُلَ فِيمَا مَضَى مَا كَانَ يُقَالُ لَهُ عَابِدٌ حَتَّى يَعْبُدَ اللَّهَ أَلْفَ شَهْرٍ، فَأُعْطَوْا لَيْلَةً إِنْ أَحْيَوْهَا كَانُوا أَحَقَّ بِأَنْ يُسَمَّوْا عَابِدِينَ مِنْ أُولَئِكَ الْعُبَّادِ. "تَنَزَّلُ" إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَقِيلَ: إِلَى الْأَرْضِ "وَالرُّوحُ"
جِبْرِيلُ . وَقِيلَ: خَلْقٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا تَرَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا تِلْكَ اللَّيْلَةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=4مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أَيْ: تَتَنَزَّلُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ أَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ لِتِلْكَ السَّنَةِ إِلَى قَابِلٍ. وَقُرِئَ: مِنْ كُلِّ امْرِئٍ أَيْ: مِنْ أَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ. وَقِيلَ: لَا يَلْقَوْنَ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَةً إِلَّا سَلَّمُوا عَلَيْهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=5سَلامٌ هِيَ مَا هِيَ إِلَّا سَلَامَةٌ، أَيْ: لَا يُقَدِّرُ اللَّهُ فِيهَا إِلَّا السَّلَامَةَ وَالْخَيْرَ، وَيَقْضِي فِي غَيْرِهَا بَلَاءً وَسَلَامَةً. أَوْ: مَا هِيَ إِلَّا سَلَامٌ لِكَثْرَةِ مَا يُسَلِّمُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. وَقُرِئَ: مَطْلَعِ بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَحْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ".