[ ص: 403 ] سورة [العلق]
مكية، وآياتها تسع عشرة
وهي أول ما نزل من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_34231_34513nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_31808_32688_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=treesubj&link=29067_28723_29758_34231_34513nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=treesubj&link=29067_18467_29758_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_32412_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم
عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد : هي أول سورة نزلت، وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم. محل
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1باسم ربك النصب على الحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، قل: بسم الله، ثم اقرأ. فإن قلت: كيف قال: "خلق" فلم يذكر له مفعولا، ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان ؟ قلت: هو على وجهين: إما أن لا يقدر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه. وإما أن يقدر ويراد خلق كل شيء، فيتناول كل مخلوق، لأنه مطلق، فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق; لأن التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز أن يراد: الذي خلق الإنسان، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان [الرحمن: 1-2-3]. فقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1الذي خلق مبهما، ثم فسره بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان. ودلالة على عجيب فطرته. فإن قلت: لم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2من علق على الجمع، وإنما خلق من علقة، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67من نطفة ثم من علقة [غافر: 67]. قلت: لأن الإنسان في معنى الجمع، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر [العصر: 2].
"الأكرم" الذي له الكمال في زيادة كرمه على كل كرم، ينعم على عباده النعم التي لا تحصى، ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم لنعمه وركوبهم المناهي واطراحهم الأوامر، ويقبل توبتهم ويتجاوز عنهم بعد اقتراف العظائم، فما لكرمه غاية ولا أمد، وكأنه ليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم، حيث قال: الأكرم
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما
[ ص: 404 ] لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة; ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا; ولو لم يكن على دقيق حكمة الله ولطيف تدبيره دليل إلا أمر القلم والخط، لكفى به. ولبعضهم في صفة القلم [من الكامل]:
ورواقم رقش كمثل أراقم قطف الخطا نيالة أقصى المدى
سود القوائم ما يجد مسيرها إلا إذا لعبت بها بيض المدى
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير : "علم الخط بالقلم".
[ ص: 403 ] سُورَةُ [الْعَلَقِ]
مَكِّيَّةٌ، وَآيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ
وَهِيَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_34231_34513nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_31808_32688_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=treesubj&link=29067_28723_29758_34231_34513nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ nindex.php?page=treesubj&link=29067_18467_29758_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=treesubj&link=29067_29758_32412_34231nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ : هِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْفَاتِحَةَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ ثُمَّ سُورَةُ الْقَلَمِ. مَحَلُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1بِاسْمِ رَبِّكَ النُّصْبُ عَلَى الْحَالِ، أَيِ: اقْرَأْ مُفْتَتِحًا بِاسْمِ رَبِّكَ، قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ اقْرَأْ. فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ قَالَ: "خَلَقَ" فَلَمْ يَذْكَرْ لَهُ مَفْعُولًا، ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ ؟ قُلْتُ: هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: إِمَّا أَنْ لَا يُقَدَّرُ لَهُ مَفْعُولٌ وَأَنْ يُرَادَ أَنَّهُ الَّذِي حَصَلَ مِنْهُ الْخَلْقُ وَاسْتَأْثَرَ بِهِ لَا خَالِقَ سِوَاهُ. وَإِمَّا أَنْ يُقَدَّرَ وَيُرَادَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَيَتَنَاوَلُ كُلَّ مَخْلُوقٍ، لِأَنَّهُ مُطْلَقٌ، فَلَيْسَ بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ أَوْلَى بِتَقْدِيرِهِ مِنْ بَعْضٍ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الإِنْسَانَ تَخْصِيصٌ لِلْإِنْسَانِ بِالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ مَا يَتَنَاوَلُهُ الْخَلْقُ; لِأَنَّ التَّنْزِيلَ إِلَيْهِ وَهُوَ أَشْرَفُ مَا عَلَى الْأَرْضِ. وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ: الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ [الرَّحْمَنِ: 1-2-3]. فَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1الَّذِي خَلَقَ مُبْهَمًا، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ تَفْخِيمًا لِخَلْقِ الْإِنْسَانِ. وَدَلَالَةً عَلَى عَجِيبِ فِطْرَتِهِ. فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2مِنْ عَلَقٍ عَلَى الْجَمْعِ، وَإِنَّمَا خُلِقَ مِنْ عَلَقَةٍ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ [غَافِرٍ: 67]. قُلْتُ: لِأَنَّ الْإِنْسَانَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [الْعَصْرِ: 2].
"الْأَكْرَمِ" الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ فِي زِيَادَةِ كَرَمِهِ عَلَى كُلِّ كَرَمٍ، يُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ النِّعَمَ الَّتِي لَا تُحْصَى، وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ فَلَا يُعَاجِلُهُمْ بِالْعُقُوبَةِ مَعَ كُفْرِهِمْ وَجُحُودِهِمْ لِنِعَمِهِ وَرُكُوبِهِمُ الْمَنَاهِيَ وَاطِّرَاحِهِمُ الْأَوَامِرَ، وَيَقْبَلُ تَوْبَتَهُمْ وَيَتَجَاوَزُ عَنْهُمْ بَعْدَ اقْتِرَافِ الْعَظَائِمِ، فَمَا لِكَرَمِهِ غَايَةٌ وَلَا أَمَدٌ، وَكَأَنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَ التَّكَرُّمِ بِإِفَادَةِ الْفَوَائِدِ الْعِلْمِيَّةِ تَكَرُّمٌ، حَيْثُ قَالَ: الْأَكْرَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ كَرَمِهِ بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَادَهُ مَا
[ ص: 404 ] لَمْ يَعْلَمُوا، وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ، وَنَبَّهَ عَلَى فَضْلِ عِلْمِ الْكِتَابَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا هُوَ، وَمَا دُوِّنَتِ الْعُلُومُ وَلَا قُيِّدَتِ الْحِكَمُ وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَارُ الْأَوَّلِينَ وَمَقَالَاتُهُمْ، وَلَا كُتُبُ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةُ إِلَّا بِالْكِتَابَةِ; وَلَوْلَا هِيَ لَمَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا; وَلَوْ لَمْ يَكُنْ عَلَى دَقِيقِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَلَطِيفِ تَدْبِيرِهِ دَلِيلٌ إِلَّا أَمْرُ الْقَلَمِ وَالْخَطِّ، لَكَفَى بِهِ. وَلِبَعْضِهِمْ فِي صِفَةِ الْقَلَمِ [مِنَ الْكَامِلِ]:
وَرَوَاقِمٍ رُقْشٍ كَمِثْلِ أَرَاقِمٍ قُطْفِ الْخُطَا نَيَّالَةٍ أَقْصَى الْمَدَى
سُودُ الْقَوَائِمِ مَا يَجِدُّ مَسِيرُهَا إِلَّا إِذَا لَعِبَتْ بِهَا بِيضُ الْمُدَى
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابْنُ الزُّبَيْرِ : "عَلَّمَ الْخَطِّ بِالْقَلَمِ".