"فيموتوا " جواب النفى ، ونصبه بإضمار أن ، وقرئ : (فيموتون ) عطفا على يقضي ، وإدخالا له في حكم النفى ، أي : لا يقضي عليهم الموت فلا يموتون ، كقوله تعالى : ولا يؤذن لهم فيعتذرون . "كذلك " مثل ذلك الجزاء "يجزي " وقرئ : (يجازى ) ، (ونجزي ) . كل كفور بالنون "يصطرخون " يتصارخون : يفتعلون من الصراخ وهو الصياح بجهد وشدة . قال [من الطويل ] :
كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها
[ ص: 159 ] واستعمل في الاستغاثة لجهد المستغيث صوته . فإن قلت : هلا اكتفى بـ "صالحا " كما أكتفى به في قوله تعالى : فارجعنا نعمل صالحا وما فائدة زيادة غير الذي كنا نعمل على أنه يؤذن أنهم يعملون صالحا آخر غير الصالح الذي عملوه ؟ قلت : فائدته زيادة التحسر على ما عملوه من غير الصالح مع الاعتراف به . وأما الوهم فزائل لظهور حالهم في الكفر وركوب المعاصي ; لأنهم كانوا يحسبون أنهم على سيرة صالحة ، كما قال الله تعالى : وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [الكهف : 104 ] فقالوا : أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نحسبه صالحا فنعمله أولم نعمركم توبيخ من الله يعني : فنقول لهم . وقرئ : (وما يذكر فيه ) من اذكر على الإدغام وهو متناول لكل عمر تمكن فيه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر ; إلا أن التوبيخ في المتطاول أعظم . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : "العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة " . وعن : ما بين العشرين إلى الستين . وقيل : ثماني عشر وسبع عشر . و "النذير " الرسول صلى الله عليه وسلم . وقيل : الشيب . وقرئ : (وجاءتكم النذر ) فإن قلت : علام عطف وجاءكم النذير ؟ قلت : على معنى : أولم نعمركم ; لأن لفظه لفظ استخبار . ومعناه معنى إخبار ، كأنه قيل : قد عمرناكم وجاءكم النذير . مجاهد