nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_30451_30561_32872_34103nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير nindex.php?page=treesubj&link=28974_24624_25561_29694_34306_7856nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون nindex.php?page=treesubj&link=28974_30347nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156وقالوا لإخوانهم : أي: لأجل إخوانهم، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه [الأحقاف: 11] ومعنى الأخوة: اتفاق الجنس أو النسب
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156إذا ضربوا في الأرض : إذا سافروا فيها وأبعدوا للتجارة أو غيرها،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156أو كانوا غزى : جمع غاز، كعاف وعفى، كقوله:
عفى الحياض أجون
وقرئ بتخفيف الزاي على حذف التاء من غزاة.
فإن قلت: كيف قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156إذا ضربوا : مع "قالوا"؟ قلت: هو على حكاية الحال الماضية، كقولك: حين يضربون في الأرض.
فإن قلت: ما متعلق "ليجعل"؟ قلت: "قالوا"، أي: "قالوا" ذلك واعتقدوه ليكون
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156حسرة في قلوبهم : على أن اللام مثلها في
[ ص: 646 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8ليكون لهم عدوا وحزنا [القصص: 8] أو لا تكونوا، بمعنى: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده، ليجعله الله حسرة في قلوبهم خاصة ويصون منها قلوبكم.
فإن قلت: ما معنى إسناد الفعل إلى الله تعالى؟ قلت: معناه: أن الله - عز وجل - عند اعتقادهم ذلك المعتقد الفاسد يضع الغم والحسرة في قلوبهم، ويضيق صدورهم عقوبة، فاعتقاده فعلهم وما يكون عنده من الغم والحسرة وضيق الصدور فعل الله عز وجل كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [الأنعام: 125] ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى ما دل عليه النهي، أي: لا تكونوا مثلهم ليجعل الله انتفاء كونكم مثلهم حسرة في قلوبهم; لأن مخالفتهم فيما يقولون ويعتقدون ومضادتهم مما يغمهم ويغيظهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156والله يحيي ويميت رد لقولهم، أي: الأمر بيده، قد يحيي المسافر والغازي، ويميت المقيم والقاعد كما يشاء.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أنه قال عند موته: ما في موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة، وها أناذا أموت كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156والله بما تعملون بصير : فلا تكونوا مثلهم، وقرئ بالياء، يعني الذين كفروا. "لمغفرة": جواب القسم، وهو ساد مسد جواب الشرط، وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإلى الله تحشرون كذب الكافرين أولا في زعمهم أن من سافر من إخوانهم أو غزا لو كان في
المدينة لما مات، ونهى المسلمين عن ذلك لأنه سبب التقاعد عن الجهاد، ثم قال لهم: ولئن تم عليكم ما تخافونه من الهلاك بالموت والقتل في سبيل الله، فإن ما تنالونه من المغفرة والرحمة بالموت في سبيل الله خير مما تجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم تموتوا.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما-: خير من طلاع الأرض ذهبة حمراء، وقرئ بالياء، أي: يجمع الكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإلى الله تحشرون : لإلى الله الرحيم الواسع الرحمة، المثيب العظيم الثواب تحشرون، ولوقوع اسم الله تعالى هذا الموقع مع تقديمه وإدخال اللام على الحرف المتصل به - شأن ليس بالخفي.
قرئ: (متم) بضم الميم وكسرها، من مات يموت ومات يمات.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_30451_30561_32872_34103nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=28974_24624_25561_29694_34306_7856nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=157وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_30347nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ : أَيْ: لِأَجْلِ إِخْوَانِهِمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ [الْأَحْقَافِ: 11] وَمَعْنَى الْأُخُوَّةِ: اتِّفَاقُ الْجِنْسِ أَوِ النَّسَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ : إِذَا سَافَرُوا فِيهَا وَأَبْعَدُوا لِلتِّجَارَةِ أَوْ غَيْرِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156أَوْ كَانُوا غُزًّى : جَمْعُ غَازٍ، كَعَافٍ وَعُفًّى، كَقَوْلِهِ:
عُفَّى الْحِيَاضِ أُجُونُ
وَقُرِئَ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ عَلَى حَذْفِ التَّاءِ مِنْ غُزَاةٍ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156إِذَا ضَرَبُوا : مَعَ "قَالُوا"؟ قُلْتُ: هُوَ عَلَى حِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ، كَقَوْلِكَ: حِينَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ.
فَإِنْ قُلْتَ: مَا مُتَعَلَّقُ "لِيَجْعَلَ"؟ قُلْتُ: "قَالُوا"، أَيْ: "قَالُوا" ذَلِكَ وَاعْتَقَدُوهُ لِيَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ : عَلَى أَنَّ اللَّامَ مِثْلُهَا فِي
[ ص: 646 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا [الْقَصَصِ: 8] أَوْ لَا تَكُونُوا، بِمَعْنَى: لَا تَكُونُوا مِثْلَهُمْ فِي النُّطْقِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ وَاعْتِقَادِهِ، لِيَجْعَلَهُ اللَّهُ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ خَاصَّةً وَيَصُونَ مِنْهَا قُلُوبَكُمْ.
فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ: أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عِنْدَ اعْتِقَادِهِمْ ذَلِكَ الْمُعْتَقَدَ الْفَاسِدَ يَضَعُ الْغَمَّ وَالْحَسْرَةَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَيُضَيِّقُ صُدُورَهُمْ عُقُوبَةً، فَاعْتِقَادُهُ فِعْلَهُمْ وَمَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنَ الْغَمِّ وَالْحَسْرَةِ وَضِيقِ الصُّدُورِ فِعْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الْأَنْعَامِ: 125] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ النَّهْيُ، أَيْ: لَا تَكُونُوا مِثْلَهُمْ لِيَجْعَلَ اللَّهُ انْتِفَاءَ كَوْنِكُمْ مِثْلَهُمْ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ; لِأَنَّ مُخَالَفَتَهُمْ فِيمَا يَقُولُونَ وَيَعْتَقِدُونَ وَمُضَادَّتَهُمْ مِمَّا يَغُمُّهُمْ وَيَغِيظُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَدٌّ لِقَوْلِهِمْ، أَيِ: الْأَمْرُ بِيَدِهِ، قَدْ يُحْيِي الْمُسَافِرَ وَالْغَازِيَ، وَيُمِيتُ الْمُقِيمَ وَالْقَاعِدَ كَمَا يَشَاءُ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: مَا فِي مَوْضِعِ شِبْرٍ إِلَّا وَفِيهِ ضَرْبَةٌ أَوْ طَعْنَةٌ، وَهَا أَنَاذَا أَمُوتُ كَمَا يَمُوتُ الْعِيرُ فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاءِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ : فَلَا تَكُونُوا مِثْلَهُمْ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ، يَعْنِي الَّذِينَ كَفَرُوا. "لَمَغْفِرَةٌ": جَوَابُ الْقَسَمِ، وَهُوَ سَادٌّ مَسَدَّ جَوَابِ الشَّرْطِ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ كَذَّبَ الْكَافِرِينَ أَوَّلًا فِي زَعْمِهِمْ أَنَّ مَنْ سَافَرَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ أَوْ غَزَا لَوْ كَانَ فِي
الْمَدِينَةِ لَمَا مَاتَ، وَنَهَى الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ سَبَبُ التَّقَاعُدِ عَنِ الْجِهَادِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: وَلَئِنْ تَمَّ عَلَيْكُمْ مَا تَخَافُونَهُ مِنَ الْهَلَاكِ بِالْمَوْتِ وَالْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا تَنَالُونَهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ بِالْمَوْتِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَنَافِعِهَا لَوْ لَمْ تَمُوتُوا.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ ذَهَبَةً حَمْرَاءَ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ، أَيْ: يَجْمَعُ الْكُفَّارَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ : لَإِلَى اللَّهِ الرَّحِيمِ الْوَاسِعِ الرَّحْمَةِ، الْمُثِيبِ الْعَظِيمِ الثَّوَابِ تُحْشَرُونَ، وَلِوُقُوعِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى هَذَا الْمَوْقِعَ مَعَ تَقْدِيمِهِ وَإِدْخَالِ اللَّامِ عَلَى الْحَرْفِ الْمُتَّصِلِ بِهِ - شَأْنٌ لَيْسَ بِالْخَفِيِّ.
قُرِئَ: (مُتُّمْ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا، مِنْ مَاتَ يَمُوتُ وَمَاتَ يُمَاتُ.