قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون
حذف المقول; لأن الجواب دال عليه. والمعنى: قل لهم اغفروا يغفروا لا يرجون أيام لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه، من قولهم لوقائع العرب: أي أم العرب. وقيل: لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها. قيل: نزلت قبل آية القتال، ثم نسخ حكمها. وقيل: نزولها في رضي الله عنه وقد شتمه رجل من عمر غفار [ ص: 485 ] فهم أن يبطش به. وعن : كنا بين يدي سعيد بن المسيب رضي الله عنه فقرأ قارئ هذه الآية، فقال عمر بن الخطاب : ليجزى عمر بما صنع "ليجزي" تعليل للأمر بالمغفرة، أي: إنما أمروا بأن يغفروا لما أراده الله من توفيقهم جزاء مغفرتهم يوم القيامة. فإن قلت: قوله: "قوما" ما وجه تنكيره وإنما أراد الذين آمنوا وهم معارف؟ قلت: هو مدح لهم وثناء عليهم، كأنه قيل: ليجزي أي ما قوم وقوما مخصوصين; لصبرهم وإغضائهم على أذى أعدائهم من الكفار، وعلى ما كانوا يجرعونهم من الغصص عمر بما كانوا يكسبون من الثواب العظيم بكظم الغيظ واحتمال المكروه ومعنى قول : ليجزى عمر بما صنع: ليجزى بصبره واحتماله. عمر وقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية: والذي بعثك بالحق لا ترى الغضب في وجهي. وقرئ: (ليجزي قوما) أي: الله عز وجل. وليجزى قوم. وليجزي قوما، على معنى: وليجزي الجزاء قوما.