والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا
[ ص: 94 ] ظليلا : صفة مشتقة من لفظ الظل لتأكيد معناه . كما يقال : ليل أليل ، ويوم أيوم ، وما أشبه ذلك ، وهو ما كان فينانا لا جوب فيه ، ودائما لا تنسخه الشمس ، وسجسجا لا حر فيه ولا برد ، وليس ذلك إلا ظل الجنة . رزقنا الله بتوفيقه لما يزلف إليه التفيؤ تحت ذلك الظل ، وفي قراءة عبد الله : "سيدخلهم" بالياء إن الله يأمركم : الخطاب عام لكل أحد في كل أمانة ، وقيل : نزلت في عثمان بن طلحة بن عبد الدار وكان سادن الكعبة ، وذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة يوم الفتح أغلق باب عثمان الكعبة وصعد السطح ، وأبى أن يدفع المفتاح إليه ، وقال : لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه ، فلوى - رضي الله عنه - يده ، وأخذه منه وفتح ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ركعتين . فلما خرج سأله علي بن أبي طالب أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية والسدانة . فنزلت ، فأمر العباس أن يرده إلى عليا ويعتذر إليه فقال عثمان عثمان أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق؟ فقال : لقد أنزل الله في شأنك قرآنا ، وقرأ عليه الآية ، فقال لعلي : : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن عثمان محمدا رسول الله ، فهبط جبريل وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السدانة في أولاد أبدا ، عثمان وقيل : هو خطاب للولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل ، وقرئ : "الأمانة" ، على التوحيد نعما يعظكم به : "ما" إما أن تكون منصوبة موصوفة بـ “ يعظكم" به ، وإما أن تكون مرفوعة موصولة به ، كأنه قيل : نعم شيئا يعظكم به . أو نعم الشيء الذي يعظكم به ، والمخصوص بالمدح محذوف ، أي : نعما يعظكم به ذاك ، وهو المأمور [ ص: 95 ] به من ، وقرئ "نعما" بفتح النون . أداء الأمانات والعدل في الحكم