nindex.php?page=treesubj&link=28975_18690_18697_24406_30563nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا nindex.php?page=treesubj&link=28975_30563_30564nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يخادعون الله : يفعلون ما يفعل المخادع من
nindex.php?page=treesubj&link=28841_19229_19230_19227إظهار الإيمان وإبطان الكفر nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142وهو خادعهم : وهو فاعل بهم ما يفعل الغالب في الخداع حيث تركهم معصومي الدماء والأموال في الدنيا وأعد لهم الدرك الأسفل من النار في الآخرة ، ولم يخلهم في العاجل من فضيحة وإحلال بأس ونقمة ورعب دائم ، والخادع : اسم فاعل من خادعته فخدعته إذا غلبته وكنت أخدع منه ، وقيل : يعطون على الصراط نورا كما يعطى المؤمنون فيمضون بنورهم ثم يطفأ نورهم ويبقى نور المؤمنين ، فينادون : انظرونا نقتبس من نوركم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142كسالى قرئ بضم الكاف وفتحها ، جمع كسلان ، كسكارى في سكران ، أي : يقومون متثاقلين متقاعسين ، كما ترى من يفعل شيئا على كره لا عن طيبة نفس ورغبة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يراءون الناس : يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142ولا يذكرون الله إلا قليلا : ولا يصلون إلا
[ ص: 167 ] قليلا لأنهم لا يصلون قط غائبين عن عيون الناس إلا ما يجاهرون به ، وما يجاهرون به قليل - أيضا - لأنهم ما وجدوا مندوحة من تكلف ما ليس في قلوبهم لم يتكلفوه . أو ولا يذكرون الله بالتسبيح والتهليل إلا ذكرا قليلا في الندرة ، وهكذا ترى كثيرا من المتظاهرين بالإسلام لو صحبته الأيام والليالي لم تسمع منه تهليلة ولا تسبيحة ولا تحميدة ، ولكن حديث الدنيا يستغرق به أوقاته لا يفتر عنه ، ويجوز أن يراد بالقلة العدم . فإن قلت : ما معنى المراءاة وهي مفاعلة من الرؤية؟ قلت : فيها وجهان أحدهما : أن المرائي يريهم عمله وهم يرون استحسانه ، والثاني : أن يكون من المفاعلة بمعنى التفعيل ، فيقال : راءى الناس ، يعني رآهم ، كقولك : نعمه وناعمه ، وفنقه وفانقة ، وعيش مفانق . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12020أبو زيد : رأت المرأة المرأة الرجل ، إذا أمسكتها لترى وجهه ، ويدل عليه قراءة
ابن أبي إسحاق : يرأونهم بهمزة مشددة مثل : يرعونهم ، أي : يبصرونهم أعمالهم ويراؤونهم كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143مذبذبين إما حال نحو قوله : "ولا يذكرون" عن واو يراءون ، أي : يراؤنهم غير ذاكرين مذبذبين ، أو منصوب على الذم ، ومعنى "مذبذبين" ذبذبهم الشيطان والهوى بين الإيمان والكفر ، فهم مترددون بينهما متحيرون ، وحقيقة المذبذب الذي يذب عن كلا الجانبين أي : يذاد ويدفع فلا يقر في جانب واحد ، كما قيل : فلان يرمى به الرحوان إلا أن الذبذبة فيها تكرير ليس في الذب كأن المعنى : كلما مال إلى جانب ذب عنه ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "مذبذبين" بكسر الذال ، بمعنى يذبذبون قلوبهم أو دينهم أو رأيهم . أو بمعنى يتذبذبون . كما جاء : صلصل وتصلصل بمعنى ، وفي مصحف
عبد الله : متذبذبين ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر : "مدبدبين" ، بالدال غير المعجمة وكأن المعنى : أخذ بهم تارة في دبة وتارة في دبة ، فليسوا بماضين على دبة واحدة ، والدبة : الطريقة ومنها : دبة قريش ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143ذلك إشارة إلى الكفر والإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143لا إلى هؤلاء : لا منسوبين إلى هؤلاء فيكونون مؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143ولا إلى هؤلاء :
[ ص: 168 ] ولا منسوبين إلى هؤلاء فيسمون مشركين .
nindex.php?page=treesubj&link=28975_18690_18697_24406_30563nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا nindex.php?page=treesubj&link=28975_30563_30564nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يُخَادِعُونَ اللَّهَ : يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُ الْمُخَادِعُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28841_19229_19230_19227إِظْهَارِ الْإِيمَانِ وَإِبِطَانِ الْكُفْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142وَهُوَ خَادِعُهُمْ : وَهُوَ فَاعِلٌ بِهِمْ مَا يَفْعَلُ الْغَالِبُ فِي الْخِدَاعِ حَيْثُ تَرَكَهُمْ مَعْصُومِي الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ فِي الدُّنْيَا وَأَعَدَّ لَهُمُ الدَّرْكَ الْأَسْفَلَ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ ، وَلَمْ يُخْلِهِمْ فِي الْعَاجِلِ مِنْ فَضِيحَةٍ وَإِحْلالِ بَأْسٍ وَنِقْمَةٍ وَرُعْبٍ دَائِمٍ ، وَالْخَادِعُ : اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ خَادَعْتُهُ فَخَدَعْتُهُ إِذَا غَلَبْتَهُ وَكُنْتَ أَخْدَعَ مِنْهُ ، وَقِيلَ : يُعْطَوْنَ عَلَى الصِّرَاطِ نُورًا كَمَا يُعْطَى الْمُؤْمِنُونَ فَيَمْضُونَ بِنُورِهِمْ ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُهُمْ وَيَبْقَى نُورُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيُنَادُونَ : انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142كُسَالَى قُرِئَ بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا ، جَمْعُ كَسْلانَ ، كَسُكَارَى فِي سَكْرَانَ ، أَيْ : يَقُومُونَ مُتَثَاقِلِينَ مُتَقَاعِسِينَ ، كَمَا تَرَى مَنْ يَفْعَلُ شَيْئًا عَلَى كُرْهٍ لا عَنْ طِيبَةِ نَفْسٍ وَرَغْبَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يُرَاءُونَ النَّاسَ : يَقْصِدُونَ بِصَلاتِهِمُ الرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا : وَلا يُصَلُّونَ إِلَّا
[ ص: 167 ] قَلِيلًا لِأَنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ قَطُّ غَائِبِينَ عَنْ عُيُونِ النَّاسِ إِلَّا مَا يُجَاهِرُونَ بِهِ ، وَمَا يُجَاهِرُونَ بِهِ قَلِيلٌ - أَيْضًا - لِأَنَّهُمْ مَا وَجَدُوا مَنْدُوحَةً مِنْ تَكَلُّفِ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ لَمْ يَتَكَلَّفُوهُ . أَوْ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ إِلَّا ذِكْرًا قَلِيلًا فِي النُّدْرَةِ ، وَهَكَذَا تَرَى كَثِيرًا مِنَ الْمُتَظَاهِرِينَ بِالْإِسْلامِ لَوْ صَحِبْتَهُ الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهُ تَهْلِيلَةً وَلا تَسْبِيحَةً وَلا تَحْمِيدَةً ، وَلَكِنَّ حَدِيثَ الدُّنْيَا يَسْتَغْرِقُ بِهِ أَوْقَاتَهُ لا يَفْتُرُ عَنْهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْقِلَّةِ الْعَدَمُ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى الْمُرَاءَاةِ وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ؟ قُلْتُ : فِيهَا وَجْهَانِ أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُرَائِيَ يُرِيهِمْ عَمَلَهُ وَهُمْ يَرَوْنَ اسْتِحْسَانَهُ ، وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفَاعَلَةِ بِمَعْنَى التَّفْعِيلِ ، فَيُقَالُ : رَاءَى النَّاسَ ، يَعْنِي رَآهُمْ ، كَقَوْلِكَ : نَعَّمَهُ وَنَاعَمَهُ ، وَفَنَّقَهُ وَفَانَقَةُ ، وَعَيْشٌ مُفَانِقٌ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12020أَبُو زَيْدٍ : رَأَتِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ الرَّجُلَ ، إِذَا أَمْسَكَتْهَا لِتَرَى وَجْهَهُ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ : يُرَأَّوْنَهُمْ بِهَمْزَةٍ مُشَدَّدَةٍ مِثْلَ : يَرْعَوْنَهُمْ ، أَيْ : يُبَصِّرُونَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَيُرَاؤُونَهُمْ كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143مُذَبْذَبِينَ إِمَّا حَالٌ نَحْوَ قَوْلِهِ : "وَلا يَذْكُرُونَ" عَنْ وَاوٍ يُرَاءُونَ ، أَيْ : يُرَاؤُنَهُمْ غَيْرَ ذَاكِرِينَ مُذَبْذَبِينَ ، أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الذَّمِّ ، وَمَعْنَى "مُذَبْذَبِينَ" ذَبْذَبَهُمُ الشَّيْطَانُ وَالْهَوَى بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ ، فَهُمْ مُتَرَدِّدُونَ بَيْنَهُمَا مُتَحَيِّرُونَ ، وَحَقِيقَةُ الْمُذَبْذَبِ الَّذِي يَذُبُّ عَنْ كِلا الْجَانِبَيْنِ أَيْ : يُذَادُ وَيُدْفَعُ فَلا يَقَرُّ فِي جَانِبٍ وَاحِدٍ ، كَمَا قِيلَ : فُلانٌ يُرْمَى بِهِ الرَّحَوَانِ إِلَّا أَنَّ الذَّبْذَبَةَ فِيهَا تَكْرِيرٌ لَيْسَ فِي الذَّبِّ كَأَنَّ الْمَعْنَى : كُلَّمَا مَالَ إِلَى جَانِبٍ ذَبَّ عَنْهُ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ "مُذَبْذِبِينَ" بِكَسْرِ الذَّالِ ، بِمَعْنَى يُذَبْذِبُونَ قُلُوبَهُمْ أَوْ دِينَهُمْ أَوْ رَأْيَهُمْ . أَوْ بِمَعْنَى يَتَذَبْذَبُونَ . كَمَا جَاءَ : صَلْصَلَ وَتَصَلْصَلُ بِمَعْنًى ، وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ : مُتَذَبْذِبِينَ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ : "مُدَبْدَبِينَ" ، بِالدَّالِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى : أَخَذَ بِهِمْ تَارَةً فِي دُبَّةٍ وَتَارَةً فِي دُبَّةٍ ، فَلَيْسُوا بِمَاضِينَ عَلَى دُبَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَالدُّبَّةُ : الطَّرِيقَةُ وَمِنْهَا : دُبَّةُ قُرَيْشٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143لا إِلَى هَؤُلاءِ : لا مَنْسُوبِينَ إِلَى هَؤُلاءِ فَيَكُونُونَ مُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=143وَلا إِلَى هَؤُلاءِ :
[ ص: 168 ] وَلا مَنْسُوبِينَ إِلَى هَؤُلاءِ فَيُسَمَّوْنَ مُشْرِكِينَ .