[ ص: 549 ] سورة الأنفال
مدنية ; [إلا من آية 30 إلى غاية آية 36 فمكية]
وهي خمس وسبعون آية [نزلت بعد البقرة]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28979_19860_21368_28328_30781_31050_32225_32354_32463_33456nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28979_19647_19995_28650_29509_29786_34380_34513nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون nindex.php?page=treesubj&link=28979_23465_28633_844nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=treesubj&link=28979_30401_30538_34135_34141_34513nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم nindex.php?page=treesubj&link=8418_8416_8487النفل : الغنيمة ; لأنها من فضل الله - تعالى- وعطائه ; قال
لبيد [من الرمل] :
إن تقوى ربنا خير نفل
[ ص: 550 ] والنفل ما ينفله الغازي ، أي : يعطاه زائدا على سهمه من المغنم ، وهو أن يقول الإمام تحريضا على البلاء في الحرب : من قتل قتيلا فله سلبه ، أو قال لسرية : ما أصبتم فهو لكم ، أو فلكم نصفه أو ربعه ، ولا يخمس النفل ، ويلزم الإمام الوفاء بما وعد منه ، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - في أحد قوليه : لا يلزم ، ولقد وقع الاختلاف بين المسلمين في غنائم
بدر وفي قسمتها ، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف تقسم ، ولمن الحكم في قسمتها ؟ أللمهاجرين أم للأنصار؟ أم لهم جميعا؟ فقيل له : قل لهم : هي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الحاكم فيها خاصة يحكم فيها ما يشاء ، ليس لأحد غيره فيها حكم ، وقيل : شرط لمن كان له بلاء في ذلك اليوم أن ينفله ، فتسارع شبانهم حتى قتلوا سبعين وأسروا سبعين ، فلما يسر الله لهم الفتح ، اختلفوا فيما بينهم ، وتنازعوا ، فقال الشبان : نحن المقاتلون ، وقال الشيوخ والوجوه الذين كانوا عند الرايات : كنا ردءا لكم ، وفئة تنحازون إليها إن انهزمتم ، وقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : المغنم قليل ، والناس كثير ، وإن تعط هؤلاء ما شرطت لهم حرمت أصحابك ; فنزلت ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : nindex.php?page=hadith&LINKID=674284قتل أخي عمير يوم بدر ، فقتلت به سعيد بن العاص ، وأخذت سيفه فأعجبني ، فجئت به إلى رسول [ ص: 551 ] الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إن الله قد شفى صدري من المشركين ، فهب لي هذا السيف ، فقال : ليس هذا لي ولا لك ، اطرحه في القبض فطرحته وبي ما لا يعلمه إلا الله - تعالى- من قتل أخي ، وأخذ سلبي ، فما جاوزت إلا قليلا حتى جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أنزلت سورة الأنفال ، فقال : "يا nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ، إنك سألتني السيف وليس لي ، وإنه قد صار لي فاذهب فخذه" ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت : nindex.php?page=hadith&LINKID=702530نزلت فينا يا معشر أصحاب بدر ، حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من أيدينا ، فجعله لرسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - فقسمه بين المسلمين على السواء ، وكان في ذلك تقوى الله ، وطاعة رسوله ، وإصلاح ذات البين ، وقرأ
ابن محيصن : "يسألونك علنفال" ، بحذف الهمزة ، وإلقاء حركتها على اللام ، وإدغام نون عن في اللام ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "يسألونك الأنفال" ، أي : يسألك الشبان ما شرطت لهم من الأنفال .
فإن قلت : ما معنى الجمع بين ذكر الله والرسول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قل الأنفال لله والرسول ؟
قلت : معناه أن حكمها مختص بالله ورسوله ، يأمر الله بقسمتها ، على ما تقتضيه حكمته ، ويمتثل الرسول أمر الله فيها ، وليس الأمر في قسمتها مفوضا إلى رأي أحد ، والمراد : إن الذين اقتضته حكمة الله ، وأمر به رسوله : أن يواسي المقاتلة المشروط لهم التنفيل الشيوخ الذين كانوا عند الرايات ، فيقاسموهم على السوية ، ولا يستأثروا بما شرط لهم ; فإنهم إن فعلوا ، لم يؤمن أن يقدح ذلك فيما بين المسلمين من التحاب والتصافي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1فاتقوا الله : في الاختلاف والتخاصم ، وكونوا متحدين متآخين في الله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1وأصلحوا ذات [ ص: 552 ] بينكم : وتآسو ا ، وتساعدوا فيما رزقكم الله وتفضل به عليكم ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : كان الإصلاح بينهم أن دعاهم وقال : اقسموا غنائمكم بالعدل ، فقالوا : قد أكلنا وأنفقنا ، فقال : ليرد بعضكم على بعض .
فإن قلت : ما حقيقة قوله : "ذات بينكم " ؟
قلت : أحوال بينكم ، يعني : ما بينكم من الأحوال ، حتى تكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق ; كقوله : "بذات الصدور" ، وهي مضمراتها ، لما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها : ذات البين ; كقولهم : اسقني ذا إنائك ، يريدون ما في الإناء من الشراب ، وقد جعل التقوى ، وإصلاح ذات البين ، وطاعة الله ورسوله ، من لوازم الإيمان وموجباته ; ليعلمهم أن كمال الإيمان موقوف على التوفر عليها ، ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1إن كنتم مؤمنين : إن كنتم كاملي الإيمان ، واللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون : إشارة إليهم ، أي : إنما الكاملو الإيمان من صفتهم كيت وكيت ; والدليل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وجلت قلوبهم : فزعت ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء : الوجل في القلب كاحتراق السعفة ، أما تجد له قشعريرة؟ قال : بلى ، قالت : فادع الله ; فإن الدعاء يذهبه ، يعني : فزعت لذكره ; استعظاما له ، وتهيبا من جلاله ، وعزة سلطانه ، وبطشه بالعصاة ، وعقابه ، وهذا الذكر خلاف الذكر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله [الزمر : 23] ; لأن ذلك ذكر رحمته ورأفته وثوابه ، وقيل : هو الرجل يريد أن يظلم أو يهم بمعصية فيقال له : اتق الله فينزع ، وقرئ : "وجلت" ، بالفتح ، وهي لغة نحو : "وبق" ، في "وبق" ، وفي قراءة
عبد الله : "فرقت "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2زادتهم إيمانا ; ازدادوا بها يقينا وطمأنينة في نفس ; لأن تظاهر الأدلة ، أقوى للمدلول عليه ، وأثبت لقدمه ، وقد حمل على زيادة العمل ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657059 "الإيمان سبع وسبعون شعبة ، أعلاها : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان" . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد [ ص: 553 ] العزيز - رضي الله عنه - : "إن
nindex.php?page=treesubj&link=28646للإيمان سننا ، وفرائض ، وشرائع ، فمن استكملها ، استكمل الإيمان ، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان"
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وعلى ربهم يتوكلون : ولا يفوضون أمورهم إلى غير ربهم ، لا يخشون ولا يرجون إلا إياه ، جمع بين
nindex.php?page=treesubj&link=29559أعمال القلوب من الخشية ، والإخلاص ، والتوكل ، وبين
nindex.php?page=treesubj&link=19676أعمال الجوارح من الصلاة والصدقة ، "حقا" : صفة للمصدر المحذوف ، أي : أولئك هم المؤمنون إيمانا حقا ; أو هو مصدر مؤكد للجملة التي هي :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون ; كقولك : هو عبد الله حقا ، أي : حق ذلك حقا ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن رجلا سأله : أمؤمن أنت؟ قال : الإيمان إيمانان ، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، والجنة ، والنار ، والبعث ، والحساب ، فأنا مؤمن ، وإن كنت تسألني عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون ، فوالله ، لا أدري أمنهم أنا أم لا ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : من زعم أنه مؤمن بالله حقا ، ثم لم يشهد أنه من أهل الجنة ، فقد آمن بنصف الآية ، وهذا إلزام منه ، يعني : كما لا يقطع بأنه من أهل ثواب المؤمنين حقا ، فلا يقطع بأنه مؤمن حقا ، وبهذا تعلق من يستثنى في الإيمان ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة - رضي الله عنه - ممن لا يستثنى فيه ، وحكي عنه أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815لقتادة : لم تستثنى في إيمانك؟ قال : اتباعا
لإبراهيم - عليه السلام - في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، فقال له : هلا اقتديت به في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260أولم تؤمن قال بلى [البقرة : 260]؟
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4درجات : شرف ، وكرامة ، وعلو منزلة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4ومغفرة : وتجاوز لسيئاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4ورزق كريم : نعيم الجنة ، يعني : لهم منافع حسنة ، دائمة على سبيل التعظيم ، وهذا معنى الثواب .
[ ص: 549 ] سُورَةُ الْأَنْفَالِ
مَدَنِيَّةٌ ; [إِلَّا مِنْ آيَةِ 30 إِلَى غَايَةِ آيَةِ 36 فَمَكِّيَّةٌ]
وَهِيَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ آيَةً [نَزَلَتْ بَعْدَ الْبَقَرَةِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28979_19860_21368_28328_30781_31050_32225_32354_32463_33456nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالِ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28979_19647_19995_28650_29509_29786_34380_34513nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28979_23465_28633_844nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28979_30401_30538_34135_34141_34513nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=8418_8416_8487النَّفْلُ : الْغَنِيمَةُ ; لِأَنَّهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ - تَعَالَى- وَعَطَائِهِ ; قَالَ
لَبِيدٌ [مِنَ الرَّمْلِ] :
إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفْلٍ
[ ص: 550 ] وَالنَّفْلُ مَا يَنْفُلُهُ الْغَازِي ، أَيْ : يُعْطَاهُ زَائِدًا عَلَى سَهْمِهِ مِنَ الْمَغْنَمِ ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الْإِمَامُ تَحْرِيضًا عَلَى الْبَلاءِ فِي الْحَرْبِ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، أَوْ قَالَ لِسِرِّيَّةٍ : مَا أَصَبْتُمْ فَهُوَ لَكُمْ ، أَوْ فَلَكُمْ نِصْفُهُ أَوْ رُبْعُهُ ، وَلا يُخَمَّسُ النَّفْلُ ، وَيَلْزَمُ الْإِمَامُ الْوَفَاءَ بِمَا وَعَدَ مِنْهُ ، وَعِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ : لا يَلْزَمُ ، وَلَقَدْ وَقَعَ الاخْتِلافُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَنَائِمِ
بَدْرٍ وَفِي قِسْمَتِهَا ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَيْفَ تُقْسَمُ ، وَلِمَنِ الْحُكْمُ فِي قِسْمَتِهَا ؟ أَلِلْمُهَاجِرِينَ أَمْ لِلْأَنْصَارِ؟ أَمْ لَهُمْ جَمِيعًا؟ فَقِيلَ لَهُ : قُلْ لَهُمْ : هِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الْحَاكِمُ فِيهَا خَاصَّةً يَحْكُمُ فِيهَا مَا يَشَاءُ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ فِيهَا حُكْمٌ ، وَقِيلَ : شَرْطٌ لِمَنْ كَانَ لَهُ بَلاءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنْ يَنْفُلَهُ ، فَتَسَارَعَ شُبَّانُهُمْ حَتَّى قَتَلُوا سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ ، فَلَمَّا يَسَّرَ اللَّهُ لَهُمُ الْفَتْحَ ، اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَتَنَازَعُوا ، فَقَالَ الشُّبَّانُ : نَحْنُ الْمُقَاتِلُونَ ، وَقَالَ الشُّيُوخُ وَالْوُجُوهُ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدَ الرَّايَاتِ : كُنَّا رِدْءًا لَكُمْ ، وَفِئَةً تَنْحَازُونَ إِلَيْهَا إِنِ انْهَزَمْتُمْ ، وَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : الْمَغْنَمُ قَلِيلٌ ، وَالنَّاسُ كَثِيرٌ ، وَإِنْ تُعْطِ هَؤُلاءِ مَا شَرَطْتَ لَهُمْ حَرَمْتَ أَصْحَابَكَ ; فَنَزَلَتْ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : nindex.php?page=hadith&LINKID=674284قُتِلَ أَخِي عُمَيْرٌ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَتَلْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ فَأَعْجَبَنِي ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ [ ص: 551 ] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَى صَدْرِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ ، فَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِي وَلا لَكَ ، اطْرَحْهُ فِي الْقَبْضِ فَطَرَحْتُهُ وَبِي مَا لا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ - تَعَالَى- مِنْ قَتْلِ أَخِي ، وَأَخْذِ سَلَبِي ، فَمَا جَاوَزْتُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ أُنْزِلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ ، فَقَالَ : "يَا nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ وَلَيْسَ لِي ، وَإِنَّهُ قَدْ صَارَ لِي فَاذْهَبْ فَخُذْهُ" ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=702530نَزَلَتْ فِينَا يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ ، حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْلِ ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلاقُنَا ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا ، فَجَعَلَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى السَّوَاءِ ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ تَقْوَى اللَّهِ ، وَطَاعَةُ رَسُولِهِ ، وَإِصْلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : "يَسْأَلُونَكَ عَلَنْفَالِ" ، بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ ، وَإِلْقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى اللَّامِ ، وَإِدْغَامِ نُونِ عَنْ فِي اللَّامِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ" ، أَيْ : يَسْأَلُكَ الشُّبَّانُ مَا شَرَطْتَ لَهُمْ مِنَ الْأَنْفَالِ .
فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى الْجَمْعِ بَيْنَ ذِكْرِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ؟
قُلْتُ : مَعْنَاهُ أَنَّ حُكْمَهَا مُخْتَصٌّ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، يَأْمُرُ اللَّهُ بِقِسْمَتِهَا ، عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ ، وَيَمْتَثِلُ الرَّسُولُ أَمْرَ اللَّهِ فِيهَا ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ فِي قِسْمَتِهَا مُفَوَّضًا إِلَى رَأْيِ أَحَدٍ ، وَالْمُرَادُ : إِنَّ الَّذِينَ اقْتَضَتْهُ حِكْمَةُ اللَّهِ ، وَأَمَرَ بِهِ رَسُولُهُ : أَنْ يُوَاسِيَ الْمُقَاتِلَةَ الْمَشْرُوطَ لَهُمُ التَّنْفِيلُ الشُّيُوخُ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدَ الرَّايَاتِ ، فَيُقَاسِمُوهُمْ عَلَى السَّوِيَّةِ ، وَلا يَسْتَأْثِرُوا بِمَا شُرِطَ لَهُمْ ; فَإِنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ، لَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يَقْدَحَ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ التَّحَابِّ وَالتَّصَافِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1فَاتَّقُوا اللَّهَ : فِي الاخْتِلافِ وَالتَّخَاصُمِ ، وَكُونُوا مُتَحَدِّينَ مُتَآخِينَ فِي اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1وَأَصْلِحُوا ذَاتَ [ ص: 552 ] بَيْنِكُمْ : وَتَآسَوْ ا ، وَتُسَاعِدُوا فِيمَا رَزَقَكُمُ اللَّهِ وَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْكُمْ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ : كَانَ الْإِصْلاحِ بَيْنَهُمْ أَنْ دَعَاهُمْ وَقَالَ : اقْسِمُوا غَنَائِمَكُمْ بِالْعَدْلِ ، فَقَالُوا : قَدْ أَكَلْنَا وَأَنْفَقْنَا ، فَقَالَ : لِيَرُدَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ .
فَإِنْ قُلْتَ : مَا حَقِيقَةُ قَوْلِهِ : "ذَاتَ بَيْنِكُمْ " ؟
قُلْتُ : أَحْوَالٌ بَيْنَكُمْ ، يَعْنِي : مَا بَيْنَكُمْ مِنَ الْأَحْوَالِ ، حَتَّى تَكُونَ أَحْوَالُ أُلْفَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَاتِّفَاقٍ ; كَقَوْلِهِ : "بِذَاتِ الصُّدُورِ" ، وَهِيَ مُضْمَرَاتُهَا ، لِمَا كَانَتِ الْأَحْوَالُ مُلابِسَةً لِلْبَيْنِ قِيلَ لَهَا : ذَاتُ الْبَيْنِ ; كَقَوْلِهِمُ : اسْقِنِي ذَا إِنَائِكَ ، يُرِيدُونَ مَا فِي الْإِنَاءِ مِنَ الشَّرَابِ ، وَقَدْ جَعَلَ التَّقْوَى ، وَإِصْلاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ وَمُوجِبَاتِهِ ; لِيُعَلِّمَهُمْ أَنَّ كَمَالَ الْإِيمَانِ مَوْقُوفٌ عَلَى التَّوَفُّرِ عَلَيْهَا ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=1إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ : إِنْ كُنْتُمْ كَامِلِي الْإِيمَانِ ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ : إِشَارَةٌ إِلَيْهِمْ ، أَيْ : إِنَّمَا الْكَامِلُو الْإِيمَانِ مِنْ صِفَتِهِمْ كَيْتَ وَكَيْتَ ; وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ : فَزِعَتْ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمِّ الدَّرْدَاءِ : الْوَجَلُ فِي الْقَلْبِ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ ، أَمَا تَجِدُ لَهُ قُشَعْرِيرَةً؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَتْ : فَادْعُ اللَّهَ ; فَإِنَّ الدُّعَاءَ يُذْهِبُهُ ، يَعْنِي : فَزِعَتْ لِذِكْرِهِ ; اسْتِعْظَامًا لَهُ ، وَتَهَيُّبًا مِنْ جَلالِهِ ، وَعِزَّةَ سُلْطَانِهِ ، وَبَطْشَهُ بِالْعُصَاةِ ، وَعِقَابَهُ ، وَهَذَا الذِّكْرُ خِلافُ الذِّكْرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزُّمَرِ : 23] ; لِأَنَّ ذَلِكَ ذِكْرُ رَحْمَتِهِ وَرَأْفَتِهِ وَثَوَابِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يَظْلِمَ أَوْ يَهُمَّ بِمَعْصِيَةٍ فَيُقَالُ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ فَيَنْزِعُ ، وَقُرِئَ : "وَجَلَتْ" ، بِالْفَتْحِ ، وَهِيَ لُغَةٌ نَحْوَ : "وَبَقَ" ، فِي "وَبِقٍ" ، وَفِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ : "فَرَّقْتَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ; ازْدَادُوا بِهَا يَقِينًا وَطُمَأْنِينَةً فِي نَفْسٍ ; لِأَنَّ تَظَاهُرَ الْأَدِلَّةِ ، أَقْوَى لِلْمَدْلُولِ عَلَيْهِ ، وَأَثْبَتُ لِقَدَمِهِ ، وَقَدْ حَمَلَ عَلَى زِيَادَةِ الْعَمَلِ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657059 "الْإِيمَانُ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ، أَعْلاهَا : شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا : إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ" . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ [ ص: 553 ] الْعَزِيزِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : "إِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28646لِلْإِيمَانِ سُنَنًا ، وَفَرَائِضَ ، وَشَرَائِعَ ، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا ، اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ"
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ : وَلا يُفَوِّضُونَ أُمُورَهُمْ إِلَى غَيْرِ رَبِّهِمْ ، لا يَخْشَوْنَ وَلا يَرْجُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ، جَمَعَ بَيْنَ
nindex.php?page=treesubj&link=29559أَعْمَالِ الْقُلُوبِ مِنَ الْخَشْيَةِ ، وَالْإِخْلاصِ ، وَالتَّوَكُّلِ ، وَبَيْنَ
nindex.php?page=treesubj&link=19676أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ مِنَ الصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ، "حَقًّا" : صِفَةٌ لِلْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ ، أَيْ : أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ إِيمَانًا حَقًّا ; أَوْ هُوَ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ ; كَقَوْلِكَ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ حَقًّا ، أَيْ : حَقَّ ذَلِكَ حَقًّا ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ : أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ : الْإِيمَانُ إِيمَانَانِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَالْجَنَّةِ ، وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ ، وَالْحِسَابِ ، فَأَنَا مُؤْمِنٌ ، وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ، فَوَاللَّهِ ، لا أَدْرِي أَمِنْهُمْ أَنَا أَمْ لا ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا ، ثُمَّ لَمْ يَشْهَدْ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَدْ آمَنَ بِنِصْفِ الْآيَةِ ، وَهَذَا إِلْزَامٌ مِنْهُ ، يَعْنِي : كَمَا لا يَقْطَعُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ ثَوَابِ الْمُؤْمِنِينَ حَقًا ، فَلا يَقْطَعُ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ حَقًّا ، وَبِهَذَا تَعَلَّقَ مَنْ يُسْتَثْنَى فِي الْإِيمَانِ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِمَّنْ لا يُسْتَثْنَى فِيهِ ، وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815لِقَتَادَةَ : لِمَ تُسْتَثْنَى فِي إِيمَانِكَ؟ قَالَ : اتِّبَاعًا
لِإِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ، فَقَالَ لَهُ : هَلَّا اقْتَدَيْتَ بِهِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى [الْبَقَرَةِ : 260]؟
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4دَرَجَاتٌ : شَرَفٌ ، وَكَرَامَةٌ ، وَعُلُوُّ مَنْزِلَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4وَمَغْفِرَةٌ : وَتَجَاوُزٌ لِسَيِّئَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4وَرِزْقٌ كَرِيمٌ : نَعِيمُ الْجَنَّةِ ، يَعْنِي : لَهُمْ مَنَافِعُ حَسَنَةٌ ، دَائِمَةٌ عَلَى سَبِيلِ التَّعْظِيمِ ، وَهَذَا مَعْنَى الثَّوَابِ .