nindex.php?page=treesubj&link=28980_30563_30880_30881_32523nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون nindex.php?page=treesubj&link=28980_30563_30881nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين nindex.php?page=treesubj&link=28980_19026_28723_30563_30569_30881nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين nindex.php?page=treesubj&link=28980_29677_30569_30723nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إنما يستأذنك : يعني: المنافقين، وكانوا تسعة وثلاثين رجلا،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45يترددون : عبارة عن التحير، لأن التردد ديدن المتحير، كما أن الثبات والاستقرار ديدن المستبصر، وقرئ: "عده"، بمعنى: "عدته"; فعل بالعدة ما فعل بالعدة من قال [الطويل]:
وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا
من حذف تاء التأنيث، وتعويض المضاف إليه منها، وقرئ: "عدة" بكسر العين بغير إضافة، وعده بإضافة .
فإن قلت: كيف موقع حرف الاستدراك ؟
قلت: لما كان قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولو أرادوا الخروج : معطيا معنى نفي خروجهم واستعدادهم للغزو، قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46ولكن كره الله انبعاثهم ، كأنه قيل: ما خرجوا، ولكن تثبطوا عن الخروج; لكراهة انبعاثهم، كما تقول: ما أحسن إلي زيد، ولكن أساء إلي،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46فثبطهم :
[ ص: 50 ] فكسلهم، وخذلهم، وضعف رغبتهم في الانبعاث ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وقيل اقعدوا : جعل إلقاء الله في قلوبهم كراهة الخروج أمرا بالقعود، وقيل: هو قول الشيطان بالوسوسة، وقيل: هو قولهم لأنفسهم . وقيل: هو إذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم في القعود .
فإن قلت: كيف جاز أن يوقع الله -تعالى- في نفوسهم كراهة الخروج إلى الغزو وهي قبيحة، وتعالى الله عن إلهام القبيح ؟
قلت: خروجهم كان مفسدة; لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا فكان إيقاع كراهة ذلك الخروج في نفوسهم حسنا ومصلحة .
فإن قلت: فلم خطأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأذن لهم فيما هو مصلحة ؟
قلت: لأن إذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم لم يكن للنظر في هذه المصلحة ولا علمها إلا بعد القفول بإعلام الله تعالى; ولكن لأنهم استأذنوه في ذلك واعتذروا إليه، فكان عليه أن يتفحص عن كنه معاذيرهم ولا يتجوز في قبولها، فمن ثم أتاه العقاب، ويجوز أن يكون في ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإذن لهم مع تثبيط الله إياهم مصلحة أخرى، فبإذنه لهم فقدت تلك المصلحة، وذلك أنهم إذا ثبطهم الله فلم ينبعثوا، وكان قعودهم بغير إذن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قامت عليهم الحجة، ولم تبق لهم معذرة، ولقد تدارك الله ذلك; حيث هتك أستارهم، وكشف أسرارهم، وشهد عليهم بالنفاق، وأنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر .
فإن قلت: ما معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46مع القاعدين ؟
قلت: هو ذم لهم وتعجيز، وإلحاق بالنساء، والصبيان، والزمنى الذين شأنهم القعود والجثوم في البيوت، وهم القاعدون، والخالفون، والخوالف، ويبينه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رضوا بأن يكونوا مع الخوالف [التوبة: 87].
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47إلا خبالا : جنس من الاستثناء المنقطع في شيء
[ ص: 51 ] كما يقولون; لأن الاستثناء المنقطع هو: أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه، كقولك: ما زادوكم خيرا إلا خبالا، والمستثنى منه في هذا الكلام غير مذكور، وإذا لم يذكر، وقع الاستثناء من أعم العام الذي هو الشيء، فكان استثناء متصلا; لأن الخبال بعض أعم العام، كأنه قيل: ما زادوكم شيئا إلا خبالا، والخبال: الفساد والشر،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47ولأوضعوا خلالكم : ولسعوا بينكم بالتضريب، والنمائم، وإفساد ذات البين; يقال: وضع البعير وضعا إذا أسرع وأوضعته أنا، والمعنى: ولأوضع ركائبهم بينكم، والمراد: الإسراع بالنمائم; لأن الراكب أسرع من الماشي، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير -رضي الله عنه-: "ولأرقصوا" من رقصت الناقة رقصا إذا أسرعت وأرقصتها; قال [من الكامل]:
......................... ... والراقصات إلى منى فالغبغب
وقرئ: "ولأوفضوا".
فإن قلت: كيف خط في المصحف: "ولا أوضعوا"، بزيادة ألف ؟
قلت: كانت الفتحة تكتب ألفا قبل الخط العربي، والخط العربي اخترع قريبا من نزول القرآن، وقد بقي من ذلك الألف أثر في الطباع، فكتبوا صورة الهمزة ألفا، وفتحتها ألفا أخرى، ونحو: أو لا أذبحنه،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يبغونكم الفتنة : يحاولون أن يفتنوكم بأن يوقعوا الخلاف فيما بينكم، ويفسدوا نياتكم في مغزاكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وفيكم سماعون لهم : أي: نمامون، يسمعون حديثكم فينقلونه إليهم، أو فيكم قوم يسمعون للمنافقين ويطيعونهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لقد ابتغوا الفتنة : أي: العنت، ونصب الغوائل، والسعي في تشتيت شملك، وتفريق أصحابك عنك، كما فعل
عبد الله بن أبي يوم
أحد، حين انصرف بمن معه، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج -رضي الله عنه-: وقفوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الثنية ليلة
العقبة، وهم اثنا عشر رجلا ليفتكوا به،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48من قبل : من قبل غزوة
تبوك، nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وقلبوا لك الأمور : ودبروا لك الحيل والمكايد، دوروا الآراء في إبطال أمرك، وقرئ: "وقلبوا" بالتخفيف،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48حتى جاء الحق : وهو تأييدك ونصرك،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وظهر أمر الله : وغلب دينه وعلا شرعه .
nindex.php?page=treesubj&link=28980_30563_30880_30881_32523nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28980_30563_30881nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28980_19026_28723_30563_30569_30881nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28980_29677_30569_30723nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ : يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ، وَكَانُوا تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45يَتَرَدَّدُونَ : عِبَارَةٌ عَنِ التَّحَيُّرِ، لِأَنَّ التَّرَدُّدَ دَيْدَنُ الْمُتَحَيِّرِ، كَمَا أَنَّ الثَّبَاتَ وَالِاسْتِقْرَارَ دَيْدَنُ الْمُسْتَبْصِرِ، وَقُرِئَ: "عُدَّهُ"، بِمَعْنَى: "عُدَّتَهُ"; فَعَلَ بِالْعُدَّةِ مَا فَعَلَ بِالْعِدَّةِ مَنْ قَالَ [الطَّوِيلُ]:
وَأَخْلَفُوكَ عِدَّ الْأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا
مِنْ حَذْفِ تَاءِ التَّأْنِيثِ، وَتَعْوِيضِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَقُرِئَ: "عِدَّةً" بِكَسْرِ الْعَيْنِ بِغَيْرِ إِضَافَةٍ، وَعِدَّهُ بِإِضَافَةٍ .
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ مَوْقِعُ حَرْفِ الِاسْتِدْرَاكِ ؟
قُلْتُ: لَمَّا كَانَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ : مُعْطِيًا مَعْنَى نَفْيِ خُرُوجِهِمْ وَاسْتِعْدَادِهِمْ لِلْغَزْوِ، قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ، كَأَنَّهُ قِيلَ: مَا خَرَجُوا، وَلَكِنْ تَثَبَّطُوا عَنِ الْخُرُوجِ; لِكَرَاهَةِ انْبِعَاثِهِمْ، كَمَا تَقُولُ: مَا أَحْسَنَ إِلَيَّ زَيْدٌ، وَلَكِنْ أَسَاءَ إِلَيَّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46فَثَبَّطَهُمْ :
[ ص: 50 ] فَكَسَّلَهُمْ، وَخَذَلَهُمْ، وَضَعَّفَ رَغْبَتَهُمْ فِي الِانْبِعَاثِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46وَقِيلَ اقْعُدُوا : جَعَلَ إِلْقَاءَ اللَّهِ فِي قُلُوبِهِمْ كَرَاهَةَ الْخُرُوجِ أَمْرًا بِالْقُعُودِ، وَقِيلَ: هُوَ قَوْلُ الشَّيْطَانِ بِالْوَسْوَسَةِ، وَقِيلَ: هُوَ قَوْلُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ . وَقِيلَ: هُوَ إِذْنُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُمْ فِي الْقُعُودِ .
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ جَازَ أَنْ يُوقِعَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِي نُفُوسِهِمْ كَرَاهَةَ الْخُرُوجِ إِلَى الْغَزْوِ وَهِيَ قَبِيحَةٌ، وَتَعَالَى اللَّهُ عَنْ إِلْهَامِ الْقَبِيحِ ؟
قُلْتُ: خُرُوجُهُمْ كَانَ مَفْسَدَةً; لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا فَكَانَ إِيقَاعُ كَرَاهَةِ ذَلِكَ الْخُرُوجِ فِي نُفُوسِهِمْ حَسَنًا وَمَصْلَحَةً .
فَإِنْ قُلْتَ: فَلِمَ خِطُأُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْأُذُنِ لَهُمْ فِيمَا هُوَ مَصْلَحَةٌ ؟
قُلْتُ: لِأَنَّ إِذْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهُمْ لَمْ يَكُنْ لِلنَّظَرِ فِي هَذِهِ الْمَصْلَحَةِ وَلَا عِلْمَهَا إِلَّا بَعْدَ الْقُفُولِ بِإِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى; وَلَكِنْ لِأَنَّهُمُ اسْتَأْذَنُوهُ فِي ذَلِكَ وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَفَحَّصَ عَنْ كُنْهِ مَعَاذِيرِهِمْ وَلَا يَتَجَوَّزَ فِي قَبُولِهَا، فَمِنْ ثَمَّ أَتَاهُ الْعِقَابُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي تَرْكِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْإِذْنَ لَهُمْ مَعَ تَثْبِيطِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ مَصْلَحَةٌ أُخْرَى، فَبِإِذْنِهِ لَهُمْ فُقِدَتْ تِلْكَ الْمَصْلَحَةُ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذَا ثَبَّطَهُمُ اللَّهُ فَلَمْ يَنْبَعِثُوا، وَكَانَ قُعُودُهُمْ بِغَيْرِ إِذْنٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ، وَلَمْ تَبْقَ لَهُمْ مَعْذِرَةٌ، وَلَقَدْ تَدَارَكَ اللَّهُ ذَلِكَ; حَيْثُ هَتَكَ أَسْتَارَهُمْ، وَكَشَفَ أَسْرَارَهَمْ، وَشَهِدَ عَلَيْهِمْ بِالنِّفَاقِ، وَأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .
فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=46مَعَ الْقَاعِدِينَ ؟
قُلْتُ: هُوَ ذَمٌّ لَهُمْ وَتَعْجِيزٌ، وَإِلْحَاقٌ بِالنِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ، وَالزَّمْنَى الَّذِينَ شَأْنُهُمُ الْقُعُودُ وَالْجُثُومُ فِي الْبُيُوتِ، وَهُمُ الْقَاعِدُونَ، وَالْخَالِفُونَ، وَالْخَوَالِفُ، وَيُبَيِّنُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ [التَّوْبَةُ: 87].
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47إِلا خَبَالا : جِنْسٌ مِنَ الْاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ فِي شَيْءٍ
[ ص: 51 ] كَمَا يَقُولُونَ; لِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ الْمُنْقَطِعَ هُوَ: أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَثْنَى مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ، كَقَوْلِكَ: مَا زَادُوكُمْ خَيْرًا إِلَّا خَبَالًا، وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ فِي هَذَا الْكَلَامِ غَيْرُ مَذْكُورٍ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرْ، وَقَعَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ الَّذِي هُوَ الشَّيْءُ، فَكَانَ اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا; لِأَنَّ الْخَبَالَ بَعْضُ أَعَمِّ الْعَامِّ، كَأَنَّهُ قِيلَ: مَا زَادُوكُمْ شَيْئًا إِلَّا خَبَالًا، وَالْخَبَالُ: الْفَسَادُ وَالشَّرُّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ : وَلَسَعَوْا بَيْنَكُمْ بِالتَّضْرِيبِ، وَالنَّمَائِمِ، وَإِفْسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ; يُقَالُ: وَضَعَ الْبَعِيرُ وَضْعًا إِذَا أَسْرَعَ وَأَوْضَعْتُهُ أَنَا، وَالْمَعْنَى: وَلَأَوْضَعَ رَكَائِبَهُمْ بَيْنَكُمْ، وَالْمُرَادُ: الْإِسْرَاعُ بِالنَّمَائِمِ; لِأَنَّ الرَّاكِبَ أَسْرَعُ مِنَ الْمَاشِي، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14ابْنُ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "وَلَأَرْقَصُوا" مِنْ رَقَصَتِ النَّاقَةُ رَقْصًا إِذَا أَسْرَعَتْ وَأَرْقَصْتُهَا; قَالَ [مِنَ الْكَامِلِ]:
......................... ... وَالرَّاقِصَاتُ إِلَى مِنًى فَالْغَبْغَبِ
وَقُرِئَ: "وَلَأَوْفَضُوا".
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ خَطَّ فِي الْمُصْحَفِ: "وَلَا أَوْضَعُوا"، بِزِيَادَةِ أَلِفٍ ؟
قُلْتُ: كَانَتِ الْفَتْحَةُ تُكْتَبُ أَلْفًا قَبْلَ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ، وَالْخَطُّ الْعَرَبِيُّ اخْتَرَعَ قَرِيبًا مِنْ نُزُولِ الْقُرْآنِ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ الْأَلِفِ أَثَرٍ فِي الطِّبَاعِ، فَكَتَبُوا صُورَةَ الْهَمْزَةِ أَلِفًا، وَفَتْحَتَهَا أَلِفًا أُخْرَى، وَنَحْوُ: أَوْ لَا أَذْبَحَنَّهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ : يُحَاوِلُونَ أَنْ يَفْتِنُوكُمْ بِأَنْ يُوقِعُوا الْخِلَافَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَيُفْسِدُوا نِيَّاتِكُمْ فِي مَغْزَاكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ : أَيْ: نَمَّامُونَ، يَسْمَعُونَ حَدِيثَكُمْ فَيَنْقُلُونَهُ إِلَيْهِمْ، أَوْ فِيكُمْ قَوْمٌ يَسْمَعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ وَيُطِيعُونَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ : أَيْ: الْعَنَتَ، وَنَصْبَ الْغَوَائِلِ، وَالسَّعْيَ فِي تَشْتِيتِ شَمْلِكَ، وَتَفْرِيقِ أَصْحَابِكَ عَنْكَ، كَمَا فَعَلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَيٍّ يَوْمَ
أُحُدٍ، حِينَ انْصَرَفَ بِمَنْ مَعَهُ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: وَقَفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الثَّنِيَّةِ لَيْلَةَ
الْعَقَبَةِ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا لِيَفْتِكُوا بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48مِنْ قَبْلُ : مِنْ قَبْلِ غَزْوَةِ
تَبُوكَ، nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ : وَدَبَّرُوا لَكَ الْحِيَلَ وَالْمَكَايِدَ، دَوَّرُوا الْآرَاءَ فِي إِبْطَالِ أَمْرِكَ، وَقُرِئَ: "وَقَلَبُوا" بِالتَّخْفِيفِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ : وَهُوَ تَأْيِيدُكَ وَنَصْرُكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ : وَغَلَبَ دِينُهُ وَعَلَا شَرْعُهُ .